Monday, December 3, 2007

انتصار الضعف

بسم الله الرحمن الرحيم

هو يمكن العنوان غريب شوية ... ولكن اللى يدقق في الاربع سنوات الاخيرة يلاقى ان الخطاب الاسلامى ( وليس الحوار ) اتسعت دائرته اضعاف مضاعفة .. وده والحمد لله خير ... ونتمنى تتسع اكبر واكبر ولكن.... نحن في ذلك كما وصفنا الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرون ولكن كغثاء السيل.

اديكو مثال بسيط لو فرضنا عندنا مجموعة كبيرة جدا من العدائين وكلهم ليهم نفس الكفاءة تقريبا وقلنالهم اللى هيوصل للنهاية هياخد الجايزة .. ولكن الجايزة دي فوق قمة جبل عالى والوصول للجبل عن طرييق ممر وحيد ضيق
المهم كل عداء هيغتر بقوته وسرعته وهيجروا كلهم في نفس الوقت وهيزاحموا في بعض ويقعوا بعض ويحاول كل واخد يفرض سيطرته على التاني كل واحد حسب امكاناته المتفاوتة من الذكاء والقوة المهم هيوصلوا للممر الضيق ده ويكتشفوا انو يا دوبك اللى هيعدى من الممر واحد بس
المنطق الانسانى في التفكير يخلينا نفكر في 3 حلول للمشكلة دي :


1- انهم يتفقوا فيما بينهم ويختاروا واحد يجمع بين الذكاء والقوة عشان يقدر يوصل للجايزة بس كدة  هيقسموا الجايزة بينهم بالتساوي بما فيها الفرد اللى تعب وراح جاب الجايزة

2- انهم يسيروا بنفس الاندفاع الأعمى خلال الممر الضيق ويبدؤوا يتساقطوا من على الجبل ويبقى واحد فيهم او لا يبقى فيهم احد على الاطلاق


اللى شرحته في المقطع السابق ازود عليه
3- انهم يبدأو يطلعوا الجبل عن طريق التسلق وبالتالى مش هيوصل الا قليل اوي واللى هيوصل ممكن يوصل بيه درجة من التعب انو ميقدرش ينزل وهوا معاه الجايزة ويموت من التجمد فوق الجبل

وهيا دي حالة الحوار الاسلامى .... خليني اشرحلكوا قصدي ايه

حاليا معظم مشايخ ودعاة العالم الاسلامى في نظري في حالة خطاب اسلامى وليس حوار اسلامى يعني كل واحد بينال قسط من العلم يطلق عليه لقب عالم وفي منهم يستحقون هذا اللقب وعن جدارة بس هما مختفين عن الاضواء ومنهم اللى يدوبك بيتمحك في العلم الديني وشهرته ضربت كل النكت اللى بتطلع على الحكومة
يعني ... يبدا يقلك الداعية فلان .. طب بتدعى لايه يا فلان بدعي لدين الله .. جميل بتدعى مين يا فلان ... اه .. اه بدعى المسلمين اللى اصبحوا في ضلال مبين ... على عيني وراسي طب ايه رايك تعمل اللى انت عايزه بس لازم تبقى محكوم بكتاب الله وسنة رسوله غير كدة انت ممكن تتكلم زي ما انت عايز يعني انت دلوقتى عندك حرية مشروطة .. في مشاكل يا عم الشيخ؟..  يقلك لا

دارت الايام وانشغل المسلمون عما سار عليه اباءهم واجدادهم فلو فرضنا مثلا ان التدرج الديني عبارة عن هرم نلاقي قاعدة الهرم الكبيرة هي عصر الرسول وكلما صعدنا الهرم قلت مساحة الالتزام الديني لحدما وصلنا في زماننا هذا الى قمة الهرم والله اعلم اللى بعدنا هيبقوا فين .... المهم المسلمون انشغلوا  وفقدوا السمة الوحيدة اللي  ميزت الامة دي عن اي امة تانية وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر  انا مش بدعي لاي مذهب ولا انا شيخ .. انا عايزك تفكر بدماغك .

بدأت الامم اللى كانت عايشة في خير الاسلام اوروبا بالتحديد انهم يحسوا بنور العلم والنظام والانسانية من الاخر يعني بدأوا يشموا ريحة حاجة اسمها حضارة المسلمون ورثوا ميراث ضخم جدا من العلم في كل مجالاته .. علم اجتماع وفلسفة وادب وعلم نفس وعلم حيوان وعلم نبات .. الخ مش هطول عليكو زي كتب القراءة بتاعت ثانوي ... المهم بس من وجهة نظرهم شافوا ان المسلمين مش مستاهلين النعمة العظيمة اللى هما فيها فخدوا على نفسهم عهد قالوا احنا يا جماعة نحاول ننهى الحضارة دي من على الارض وان معرفناش نحاول نسوأ سمعتهم وان معرفناش خالص نستغل نقطة ضعفهم دي ونخليهم دايما ضعفاء بشرط ان السياسة دي تمشي من هنا ورايح مهما اختلفت الازمان والعصور والحكومات .. ماشي؟ .. ماشي

حصل اللى حصل في الاندلس وحصل اللى حصل في الحرب العالمية الاولى وانهارت الخلافة العثمانية ( الصورية ) واتقسمت بلاد المسلمين لاول مرة ولكن مكنوش هيعرفوا يقسموا الارض قبل ما كانوا فعلا قسموا النفوس بدأوا يقسموا فكرة المصير يعني مصر تحت احتلال بريطاني وسوريا تحت احتلال فرنسي يجي الغرب عن طريق عملاء عن طريق جواسيس عن طريق اي وسيلة هدم ويبدأوا يحسسوا المصري ان عغاية امله انه يخلص من الاحتلال الانجليزي لبلده مصر وباقى الولايات الاسلامية بقى اللى يقدر يدفع عنه المستعمر يلا معاه ربنا وليس في الامكان ابدع مما كان وحسبي الله ونعم الوكيل وربنا يطرد الظلمة من ارضنا وتحصل بعض التخاذلات من بعض الحكام وبعض الخدع من المستعمرين لحد ما ترسخت فكرة ان انا مصري وانت سورى وانا سعودي وانت مغربي .. ولعبوا على مية الف حاجة مرة حاجز اللغة مرة حاجز التعصب مرة حاجز التمييز العنصرى .. حاجات كتير ولسة مستمرة ولكن للاسف المسلمين مش بيتعلموا من اللى فات وياريت مثلا بين كل مقلب ومقلب فترة بحيث الناس تنسى .. لا..   دول كل ما يطلعوا من حفرة يقعوا في بير بيفكرونى باللى ماشي في وسط مطرة ومعاه شمسية شايف الشارع حواليه مبلول والجزمة متعاصة طينة وبرضه بيقنع نفسه انو طلاما راسه متبلتش يبقى الدنيا مش بتمطر ويبدا يفرض بغباءه احيانا وبغباء من حوله احيانا اخرى ان الارض مرشوشة مية مثلا او انو وقع في طينة وهوا مش واخد باله انما بيرفض يصدق خالص ان الدنيا بتمطر من حواليه

بس برضه الحمد لله المسلمين لسة فيهم خير فيهم كل فترة وفترة يطلع علامة فاهم الدين عن تفكير واقتناع
وبالتالى بيحقق الهدف وهوا الدعوة الحقيقية لله في الارض والفوز بالجايزة اللى الشيوخ المسلمين مش عارفين يا خدوها عشان ماشيين بمنطق العدائين اللى قلنا عليه بالرغم من ان الاحتمال الاول انسب احتمال لو رضي الشيخ الكبير انو يتساوى مع باقي المشايخ في المستوى بالرغم من انو اكتر واحد تعب
وده اللى مودينا في داهية بقى كل شوية واحد يسب الرسول صلى الله عليه وسلم وشوية واحد يتريق على الاسلام
وناس مسلمين بيتريقوا على ابناء جنسهم واختلطت المعاييز واصبحنا قطع شطرنج في ايد الغرب لما الغرب قال اننا معندناش حرية كلو طلع يقلك يا عم اقلع الحجاب عشان الحرية ومتربيش دقنك عشان الحرية ومتقراش قران عشان الحرية وشيل فقه الائمة الاربعة من مدارس الازهر وحط بداله فقه ميسر عشان نقلهم اننا عندنا حرية وبنتصرف زي ما احنا عايزين .. ولما يجي ناس من الغرب يعترفوا بفضل المسلمين ويقولوا لازم التمسك بالتقاليد ولازم كل عرق وكل طائفة تحتفظ بهويتها عندها بس بقينا نقول الدين الاسلامى دين التحرر والمسلمين متحررين والبسي الحجاب يابنتى وانتى رايحة الشغل وربي دقنك يابنى ومش مهم بقى تسرق ولا تغش ولا تكذب ولا ... ولا ... وتعامل زوجتك واولادك بالضرب والاهانة وطالما انت مربي دقنك واللى مربي دقنه مسلم والاسلام دين التحرر يبقى احنا كدة ماشيين في السليم

بعدين شيوخ وحكام مشيوا بالمنطق نمرة 2 وهو اننا مش شايفين تحت رجلينا مش هقول مش باصين لقدام لا ده احنا حتى مش شايفين تحت رجلينا ومندفعين وبنهاجم بعض ونشتم بعض ويوقع ناس ناس تانية من فوق الجبل كل واحد عامل فريق وكل الفرق ليها اتباع ووكل فريق يلعب بعواطف الناس زي ماهو عايز بالدين مرة وبالاسلام اللى رجع من جديد مرة ..  ومش واخدين بالهم انهم كلهم في سباق واحد ومش واخدين بالهم برضو انهم بيقعوا من على الجبل عشان الطريق ضيق وميعديش غير واحد بس

ونيجي للتفكير رقم 3 وهوا ان كل واحد يمشي بدماغه وطالما هفوز بالجايزة مش مهم ايه يحصلى ولا مهم ايه اللى يحصل لغيري اهم حاجة اوصل للجبل واخد الجايزة ومش مهم بقى انزل من الجبل ازاي ربنا هيبقى يسهلها يا عم .. وربك رب قلوب ... وربنا بيحاسب على النية

عشان كدة الواحد ميستغربش لما زمان نلاقي عالم كيمياء حافظ القران وله مؤلفات في الرياضيات .. وله كتاب في الفقه .. ومؤرخ وكل ده متجمع في شخص واحد والشخص الواحد ده زيه كتير فكان من الطبيعي ان العلم في مختلف فروعه يغرق العالم بافكاره وحضارته
بس ساعتها كان فيه امر بالمعروف كان فيه ناس بتؤمر الخلفاء وتقله انت من واجبك يا خليفة انك تشجع العلم .. من واجبك يا خليفة انك تنشر الاسلام بالعلم وبالاخلاق الحميدة وبتشجيع العلماء وانت يا عالم انا هسهلك كل سبل الراحة وهديلك الفلوس اللى تطلبها بس تديني علم انفع بيه شعبي وانشر عن طريقه الدين الاسلامى
طب بذمتكم مش ده اللى يعتبر حاليا اسباب تقدم اوروبا ومش هقول امريكا
اوروبا بتصرف على البحث العلمي اضعاف اضعاف اللى بنصرفه احنا على التسليح بلا خيبة عمالين نشترى في سلاح بنحارب بيه بعضنا وهما البحث العلمى عندهم في الصناعة بس لا ده بيخش في كل حاجة من اول التعليم في الحضانة .. لحد كيفية صنع محركات تعمل على الهيدروجين ( ده مثل مش اكتر ) عشان لما مصلحتنا بالعرب الهمجيين اللي عندهم بترول وعقول تخلص نبقى عندنا مصدر طاقة ومصدر قوة نذل بيه الشعوب اللى مش عارفة قيمة نفسها .... واغلبهم فاكرين اننا منستاهلش نعيش عشان مش عارفين قيمة نفسنا .... ولكن اللى يفرق حضارتنا عن حضارتهم ان حضارتنا كانت مستقرة مفهاش امراض اجتماعية الا نسب صغيرة اوي لان مفيش مجتمع كامل لان الانسان نفسه اللى بيقود المجتمع مش كامل على عكس الحضارة دلوقتى اللى تعتبر قوة ظاهرية فقط
اصل اساس المقارنة بين شيئين في اي حاجة في الدنيا يا اما ان الحاجة بتاعتى احسن منك يا اما ان الحاجة بتاعتى عادية وانت اللى حاجتك اوحش منى
فانا من رايي ان قوة اوروبا دلوقتى مش زي قوة المسلمين في وقتها مع اختلاف بسيط انهم كانوا عايشين في ظلام وجهل تام واحنا عندنا دايما بصيص امل
حضارتنا عريقة عشان خالية من امراض المجتمع وعلاجها كان علاج جذري ... بينما حضارة اوروبا السائدة والمسيطرة قائمة على انقاض حضارة سابقة مع وجود جميع امراض المجتمع والعلاجات لهذه الامراض عبارة عن مسكنات وليست علاجات جذرية
وده لاننا كنا بنطبق العدالة عن طريق منهج الهى ولما تساهلنا في تطبيقها معرفناش نسيطر على امراض المجتمع اللى ادت الى سقوط الحضارة
بينما حضارة اوروبا تطبيق العدالة نابع من المصلحة فقط وليس الا ... فمن رايي ان الحضارة الحالية مش باهرة ولا قوية عشان اللى عملها اقوياء .. ولكن لانه لايوجد حضارة اخرى سوى حضارة ضعيفة اهلها ضعفاء
وبالتالى الحضارة الاقوى الحالية ناتجة من انها حضارة عادية ولكن الحضارة المنافسة حضارة ضعيفة

اتمنى تكون مجمل فكرتى وصلت للى بيقرى
فاضل حاجة بسيطة بس وهيا وجهة نظري في الحل المنطقى ( من وجهة نظري) عشان العدائيين يطلعوا الجبل ويجيبوا الجايزة ... ان العدائيين دول يجروا في طابور منتظم حاجة كدة زي سباق التتابع بحيث الجهد الكبير ده يتجمع على اشخاص كفاءتهم متساوية تقريبا واي فرد ينقص من السلسلة تنهدم السلسلة بكاملها فيشعر هذا الفرد ان له دور مهم في جعل الاخرين (اللى هو منهم)  في الحصول على الجائزة ... كمان الحل ده يلغى فكرة الرئيس الاوحد اللى بيمشى اوامره على باقى العدائيين من جنسه ويشاركهم الجائزة دون ادنى تعب وايضا التغلب على صعوبة ان الممر لا يعبر فيه سوى فرد واحد فقط

الحمد لله الذى جعلنى مفوها ورزقنى لسانا يسبح بحمده ويقر بوحدانيته
والحمدلله الذى بعث رسولا من امتى وبنفس لسانى دعانى الى عبادة الله
والحمد لله الذى انزل معجزة من السماء قراءنا عربيا مبينا متحديا جميع الخلائق ان يأتوا بمثله
والحمد لله على نعمة العقل الذي يميز بين الصواب والخطا
والحمد لله على نعمة الضمير الذي يؤنب النفس على الذنوب
والحمد لله على نعمة القلب الذي يرق بعد التجبر والتيه
والحمد لله على كل نعم الله التى لا تحصى كما لا يحصى ثناءا عليه

سلام