Thursday, February 28, 2013

العمرة 01

بسم الله الرحمن الرحيم 

يوم الإثنين 13 نوفمبر 2012 م
الموافق 29 ذي الحجة 1433 هـ

كنت عايز أعمل عمرة .. والدتي سألت ايه احسن  شركة نروح بيها  ووصفولنا شركة اسمها " نجوم الفتح " وقالولى الشركة ليها فرع في مكتبة تسجيلات اسلامية عند مسجد الراجحي اللى في أبها .. سألت عن المكان ورحتله مشي  لأنى مكنش معايا عربية .. ومكنش ينفع أأجر عشان معيش إقامة .. رحت لقيت الراجل مصري .. كنت طبعا لسة  واصل السعودية مبقاليش 5 ايام تقريبا .. فكنت متشوق لمقابلة اي مصري .. المهم الراجل بدقن وطاقية .. شكله أقرب لسلفيي مصر أكثر منه واحد مصري قاعد في السعودية لمدة طويلة .. دقنه بيضا  ومليان صورة تقليدية لأي شيخ سلفي .. معرفش ليه كل ما دقنك بتطول  كل ما جسمك يتخن .. اكيد في علاقة ما احنا مش عارفينها .. المهم حجزت عنده .. واشتكيتله  ان في واحد مصري نصب عليا في خط موبايل . باعلي الخط ب 40 ريال وفيه 10 ريال رصيد .. مع انى لو كنت رحت جبته من شركة STC  - وهي أكبر شركة سعودية للإتصالات مملوكة للحكومة - كانت هتديني الخط  ب25 ريال وفيه 25 ريال  رصيد - وهو اللى عملته بعد كدة - .. الراجل قالى معلش حسابه عند ربنا .. وقالى أروح لمحل معين  فيه واحد مصري هناك  قله  انا جايلك من طرف الشيخ محمود وهو هيعمل معاك الواجب .. بعدها أكد على المعاد وقالى متتأخرش .. قلتله انا عايز  اقعد في الكرسي اللى قدام عشان والدتي رجلها بتتعب من السفر الطويل .. اتصل باللى نظم الحملة وقاله على الموضوع .. فالراجل المسئول قال ميجراش حاجة يكلمني بس قبلها .. شكرت الشيخ " محمود " وروحت .. تاني يوم كلمت الراجل حسب الإتفاق والراجل مردش .. جهزنا  شنطة فيها كل حاجة هحتاجها وهما في الغالب فوطة لزوم الاستحمام وشبشب والشاحن بتاع الموبايل ومصحف بسوستة  حطيت جواه الباسبور عشان الباسبور ميضعش  .. وكان باقي بس  لبس الإحرام وكل الناس قالولي  ابقى أجيبه من الميقات .. وساعتها مكنش معايا موبايل عشان أوثق الأحداث والمسافات وكدة .. عموما الرحلة خدت 12 ساعة تقريبا  من أبها إلى مكة ..

اتحركنا  يوم الأربع الساعة 3 عصرا  ووصلنا الساعة 1 ونص فجرا  تقريبا .. ولحد دلوقتى محتفظ بالوصل  اللى حجزت بيه .. المبلغ زي ما انتو شايفين 310 ريال نظير سفر رايح جاي  ومبيت يومين في فندق 4 نجوم والعودة يوم الجمعة .. وال 310 ريال دول  يعتبروا مبلغ  تافه بالنسبة للقوة الشرائية هناك .. حتى هنا  لو قستها بدون فرق عملة .. تخيل واحد يقلك هوديك خميس وجمعة أسوان مثلا رايح جاي ب 400 جنيه مثلا .. أنا لحد دلوقتى مش عارف  هما بيكسبوا إزاي .. يعني الفرد واقف على 130( 50 ريال للغرفة المزدوجة +130 × 2 )  في حين ان تذكرة اتوبيس SAPETCO - شركة حكومية للنقل البري زي شرق الدلتا كدة - تذكرة مكة فيها ب 60 ريال .. يعني رايح جاي مكة ب 120 ريال .. معنى كدة ان الأوضة ب 10 ريال ؟؟ .. وهما كدة مش كسبانيين ؟؟  .. المهم كلمت أخويا  قلتله اننا هنروح مكة وكدة قالى طيب خلاص  هقابلكو هناك .. أخويا كان  ساعتها في المدينة . وقالى هأكد عليك يوم الخميس لو عرفت اخد اجازة من الشغل عشان تحجزلي  أوضة في الفندق ..

صورة للوصل اللى حجزت بيه الرحلة .. والمبلغ المستحيل  بتاعها 
 البواب بتاع العمارة هناك كان اسمه  نزار .. وهو باكستاني مع ان اسمه يوحي انه سوري مثلا .. وهو كان  خبيث جدا وانتهازي ومكنتش بستريحله أبداً .. بس  العربية  بتاعته كانت عربية كبيرة .. المهم راح وصلنا على الساعة 2 الا عشرة كدة عند مكتبة أبها العامة دي .. رحنا لقينا الأتوبيس واقف .. اتوبيس مرسيدس موديل 2006 .. السواق كان سوري اسمه أبو أحمد من ريف حمص .. واكيد مش هفوت فرصة الكلام معاه يعني .. انا استعدادا لرحلة مدتها 12 ساعة لبست تريننج   مريح  عشان اخد راحتي . وخدت معايا كتاب عبقرية عثمان - عملت عنه تلخيص هنا في المدونة - الرجل منظم الرحلة قالى انت عبدالله .. قلتله  اه .. قالى  ليش ما اتصلت علي البارح .. قلتله كلمتك وانت مردتش .. قالى : مافي مشكلة وكلن كنت حاولت مرة ثانية يا الحبيب .. قلتله يعني مش هنقدر نقعد في الكرسي الأول .. قالي : لا ان شالله يمديكم تجلسون انت والوالدة ان شاء الله - يمديكم = تقدروا - حطيت الشنطة في الاتوبيس من تحت واديت الباسبور والاقامة بتاعتي للسواق عشان يملأ البيانات .. خدت الحاجة  وطلع الاتوبيس .. دخلت ماما جنب الشباك .. وانا على شمالها .. كنا قاعدين في الصف اللى على اليمين وانت باصص للطريق قدامك .. على ما الناس جت  كانت الساعة بقت 3 الا ربع تقريبا .. قعد ورانا راجل عجوز من الناس الفلاحين الطيبين دول .. وطول السكة  مبطلش  كلام .. وفي الأوقات اللى كنت بزهق فيها من القراية كنت اسمع لكلامه  كنت بفطس على نفسي من الضحك .. مش على طريقة كلامه ولكن على الحكاوي اللى بيحكيها .. وكل شوية كان يناغش مراته ويقلها  حقة  يا حاجّة لو ربنا يكتبلك تعملى العمرة دي وتتكلي على الله في الحرم ..يبقى ربنا بيحبك :D  .. كان راجل مسخرة .. وكل شوية يكلم السواق يقله اقفل التكييف يا با .. السواق يقله  اقفله من عندك .. وفي رحلة العودة مقدرتش أفوت فرصة انى اقعد مع الراجل ده هو والسواق السوري عشان ادردش معاهم .. 

على بعد العصر كدة وقفنا في أول استراحة .. أمي راحت الحمام .. وانا رحت اجيب شاي .. كان شاي بالنعناع طعمه لا ينسى .. كان حلو اوي اوي اوي .. يمكن النعناع اللى كان محليه .. أو انى كنت خرمان شاي .. المهم طلعنا سندوتشات  وكلنا  .. شوية ومشينا على أذان المغرب .. قلناله هنصلي  قالنا  لأ  هنجمع المغرب والعشا  في الاستراحة الجاية .. مشينا تاني .. والاتوبيس وقف  جاب حبة ركاب من على الطريق .. وبعدها انطلقنا .. الطريق طويل  وفيه حارتين بس .. في وسط العدم ... كل اللى يسليك صوت التكييف والخطوط البيضا بتاعت الطريقة .. اللى عاملة زي ما تكون فلاش بينور ويطفي .. واليفط اللى كل شوية تغششك باقي قد ايه من المسافة على المدينة اللى بعدها .. كنت كل شوية اسلى نفسي بالقراية ولما ازهق اسمع للراجل .. ولما ازهق اقعد احاول أقدر سرعة الاتوبيس عن طريق انى أعد عدد الخطوط البيضاء في الدقيقة .. وكانت حساباتي بتطلع غلط .. لأني كنت بقدر ان المسافة بين الخطوط البيضاء 1.5 متر .. شكلها كانت اكتر من كدة .. افتكرت  رواية الحياة الجديدة بتاعت أورهان باموق .. كان طول الرواية بيركب اتوبيسات ويعمل حوادث مع حبيبته .. الرواية  مهمة أوي وجامدة أوي للى عايز يقرى روايات بجد .. مش تقلي الفيل الأزرق .. 

على الساعة 8 كدة وصلنا لتاني استراحة ونزلنا عشان نصلي المغرب والعشاء .. كانت زبالة اوي ومكنش فيه مياه .. طيب احنا الرجالة نتصرف انما الستات تعمل ايه بقى .. قعدنا ندور على حمامات تانية .. مكنتش احسن حالا .. ولكن على الأقل كان فيها مياه .. صلينا المغرب والعشا .. وجبنا شاي .. وكلنا سندوتشين  وطلعنا على الباص .. وبرضو مسافات شاسعة .. والطرق ان كانت حلوة ومتسفلتة كويس الا انها مكنتش  منورة.. لولا نور كشاف الاتوبيس كان زمانا قاعدين في مخزن او كونتينر عربية .. والسواق مكنش منور نور الطرقة  عشان لو حد عايز ينام ولا حاجة .. وكل شوية كان السواق بيكلم واحد سوري تاني على الموبايل .. يسأله على طريق - يسليه - يطقوا حنك مع بعض - يشتموا شوية في ناس مشتركين بينهم - يفتكروا ايام حلوة كانت ما بينهم ايام عزهم لما كانوا بيسوقوا عربيات لوري وقد ايه هما ضربوا الرقم القياسي لما ودوا شحنة أغنام للكويت في 3 ايام  من جيزان  وده يعتبر زمن خرافي لا يقدر عليه الا سوبر مان أو أهل الخطوة :D  .. الساعة 11 مساءاً كدة وقفنا عند الميقات .. ميقات أهل اليمن وأهل الجنوب اسمه "يلملم " يعني حتى لو جاي من أثيوبيا مثلا لازم تحرم من عند يلملم دي اذا مريت بمحاذاتها .. المهم نزلنا الميقات .. وكان المكان في  غاية النظافة والاهتمام .. المحلات منظمة  والتسعيرة موحدة كله زي بعضه .. دخلت على محل وجبت عدد 2 بشكير أبيضين نظيفين .. وجبت حزام جلد أبيض عريض فيه جيوب لزوم الفلوس والموبايل وكدة .. وشبشب بلاستيك حتة واحدة .. عشان مينفعش تلبس مخيط وانت محرم .. رجعت تاني للأتوبيس  وقلعت الجزمة والشراب وحطيتهم في الشنطة الكبيرة اللى في خزينة الاتوبيس التحتانية ..ولبست الشبشب البلاستيك اللى كان اصغر من مقاسي مع انى بلبس 45 والشبشب 45  بس كان ضيق على رجلي وكان أملى انه مع المشي هيلين ويفرش ويوسع .. محصلش .. ورجلي تهتكت  وطلع عيني .. دخلت الميقات .. كان فيه حمامات  كتير جدا  يعني اللى خدت بالي منه انهم كانوا زي 3 وحدات كدة كل وحدة فيها ما لا يقل عن 50 حمام .. وكل الحمامات فيها مية سخنة وساقعة .. المهم علقت الحاجات على ضهر الباب ..ورتبت الحاجات في الكيس بحيث اول ما اخلص استحمام البس الحاجة على طول ومقعدش اتوه في الكيس .. يعني هيا حاجة دايما بعملها وانا بستحمى .. اني ارتب الهدوم بالعكس بحيث اول حاجة تطولها ايدك تبقى هيا اول حاجة تتلبس .. يعني تعلق التي شيرت الاول بعدين الفانلة الداخلية عليه.. لأنك لما تيجي تلبس هتلبس الفانلة الأول .. ما علينا هذر لا طائل منه ولكن غصب عني ..

بعد ما خلصت استحمام دخلت المسجد بتاع الميقات عشان أنوي الإحرام واصلي ركعتي سنة الإحرام .. ورجعنا للأتوبيس .. طلعت وقعدت .. وكنت عايز أرفع صوتى بالتلبية بس كنت مكسوف  انى ابدأ انا .. كمان مش هقول لوحدي يعني .. السنة انك تلبي بصوت عالي  ومتقطعش التلبية الا لو تعبت مثلا او زهقت - مع انه موضع ميصحش فيه الزهق من الذكر- المهم توكلت على الله وبدأت بصوت واطي اقول التلبية - لبيك اللهم لبيك .. لبيك  لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك - بعدها بدأت الناس تتشجع وتقول معايا .. فعليت بصوتى .. وكنت من كتر التلبية  وصلت لحالة جميلة أوي من الإنتشاء .. مش هقدر أوصفها .. المهم من كتر ما كنت بلبي مخدتش بالي ان الناس سكتت .. السواق حط ايده على راسه فأمي فهمت انها اشارة من السواق انه دماغه  صدعت .. فقالتلى  بصوت واطي خلاص يا عبدالله كفاية كدة السواق صدع :D  فسكت .. مفيش لحظات الا واسمع السواق بدأ يغني اغنية تراثية عن الرسول تقريبا اغنية من التراث السوري بتتقال في الحج والعمرة وكدة .. كانت اغنية روعة اوي  ياريتني افتكر ولو بيت منها .. كان مستمتع وهوا بيغني وبيسلي نفسه .. وانا كنت مستمتع بالاغنية جدا .. وزي ما يكون قلبي  حاسس انى هنساها قعدت احفظ فيها .. بس نسيتها  برضو للأسف المهم كنا خلاص  داخلين على مكة .. والبلد  كانت فاضية جدا  جدا  وطبعا احنا كنا رايحين في توقيت مثالي .. بعد انتهاء الحج بـاسبوعين .. يعني مكنش فيه حد غير اللى بيعمل عمرة زينا او الدول البعيدة  بتاعت افريقيا وجنوب شرق اسيا اللى لسة مجاش دورهم في السفر .. المهم وصلنا ونزلنا في فندق اسمه "أجياد إبراهيم الخليل " معرفش أجياد دي معناها ايه بس كان في فنادق كتيرة  تسبق أسمائها لمة أجياد .. انا بصراحة كنت متوقع ان الفندق هيبقى  وحش على قد فلوسنا .. بس الفندق طلع 4 نجوم  حاجة محترمة يعني بصراحة .. المهم خدنا المفاتيح .. وحجزت لأخويا غرفة جنبنا ب 100 ريال .. والراجل كان عاملنا خصم كمان .. طلعت فوق حطيت الشنط والحاجة ونزلنا تاني عشان نعمل عمرة .. الحرم كان بعيد عن الفندق تقريبا 600 متر .. ده عشان الفنادق القريبة  لسة مفضيتش وكمان كان في فنادق بتتهد فكانوا محاوطين عليها .. فكل الفنادق المتاحة كانت على بعد المسافة دي .. دخلنا من باب الملك عبدالعزيز .. ولاحظت اثناء دخولي التطور الرهيب اللى حصل للحرم خلال ال 10 سنين الأخيرة .. منها انهم استحدثوا خزائن الكترونية كدة عشان اللى عايز  يحط حاجته .. ودي استفدنا منها اوي في العمرة التانية -اللى هتكلم عنها في موضوع منفصل ان شاء الله  - دخلنا الحرم .. منظر الكعبة وهيا بتظهر بالتدريج كدة كل ما مشيت ناحيتها خلى جسمي قشعر .. يالله احساس لا يوصف .. افتكرت مقالة  حلوة اوي لمصطفى محمود من كتاب " حوار مع صديقي الملح " لما كان بيرد على من ادعى ان الحج والعمرة طقوس وثنية  وطلاسم وبتاع .. وافتكرت فيلم BARAKA  فيلم حلو بيتكلم عن كل الأديان والمعتقدات اللى في الكرة الأرضية .. شوفوه برضو على اليوتيوب .. هو فيلم من غير سيناريو فمش هتحتاجو ترجمة :D ... طول الفترة دي كنت بحاول اقنع أمي انها تقعد على كرسي واطوف بيها عشان رجلها اللى بتوجعها دي .. لكن هي كان عنيدة وانا مرضتش اعند انا راخر .. المهم طفنا .. وفضلت محجز عليها من الزحمة وشايل شنطتها .. كنت ساعتها لسة مفشكل جديد .. فضيعت 3 اشواط على الحوار ده .. وشوطين دعاوى لأصحابي الىل وصونى .. والباقي ليا ولأهلي  ولأبويا الله يرحمه .. انا حاسس كأني لسة مخلص الطواف دلوقتى .. رحنا ورا مقام إبراهيم  وصلينا ركعتين سنة الطواف .. وبعدها رحنا للسعي .. أمي اعترفت انها مش قادرة تكمل .. فقابلنا واحد وعرض علينا رسي بعجل وانه يخلص لأمي السعي مقابل 50 ريال .. هو المفروض ان الكراسي دي وقف في الحرم اصلا ولو كنت جبتله الشرطة كنا هناخده ببلاش .. بس انا خدتها نوع من انواع الصدقة في الحرم .. فوافقت .. بعد السعي كانت أمي  خلصت .. قابلتها في المروة  وقلتلها انا هروح أحلق شعري عشان التحلل وكدة .. رحت لمحلات جنب الحرم كدة على طول .. التسعيرة معروفة .. 10 ريال .. مفيش فصال ووجع دماغ ..خلصت حلاقة ورجعت تاني لأمي .. واستنينا لحد الفجر وصلينا ورجعنا الفندق .. جبنا فطار واتضح بعد ما وصلنا الفندق انه فطار ردئ اوي - في الحج بيمنعوا الفنادق انها تعمل أكل - المهم استحميت  واتحللت ... وفجأة حسيت انو جالي تسلخات نتيجة المشي والهرولة  بتاعة العمرة .. بس مكنتش حاجة خطيرة تاني يوم كانت خفت .. نمت على الساعة 6 صباحا .. وصحيت الساعة 10 كدة على تليفون من أخويا محمود .. كان وصل من المدينة .. قعدت أوصفله مكان الفندق لحد ما وصل .. نزلت قابلته كان جاي هوا ومراته وولاده .. ولاده كانوا واحشنّي أوي .. طلعنا الفندق وحط حاجته .. ونزلنا تاني عشان اصلي انا الضهر .. وهوا يعمل عمرته بقى ويخلص .. لما خلصنا صلاة .. طلعت فوق في السطح .. قعدت اتفرج الناس وهما بيطوفوا .. كان المنظر رائع واتمنى انه ميتمسحش من ذاكرتي .. وقف جنبي واحد أفريقي بلبسهم التقليدي ده .. قعد يبصلي كدة وهو سعيد وبعد كدة يبص للكعبة .. زي ما يكون عايز يكلمني  بس هو مبيتكلمش عربي وانا مبتكلمش لغته .. فابتسمتله  وقلتله الحمد لله .. فالراجل قال الحمد لله والله اكبر .. فضلت أتأمل تاني شوية .. وجه في دماغى  خواطر كتيرة اوي مش وقتها دلوقتى  ولا ان اعايز افتكرها اصلا .. بعدين كلمت  سلّام والعسال  وهشام على الموبايل  .. بعدها  رجعت  ورا شوية ومددت على الأرض قعدت ابص في السماء .. وبعد كدة حولت نظري ناحية ساعة برج الوقف دي .. واضايقت شوية لما شفت الناس سايبة الكعبة وعمالة تصور في الساعة .. لكن مكنش فيه اي حاجة تقدر تعكر صفو نفسي ساعتها .. كنت في حالة لا تتعوض من السكينة .. حاجة كدة تخليك مرتخي  وهتنام مع انك مش جايلك نوم ..بس جسمك مرتخي كدة  وفرحان ومبسوط .. جه وت صلاة العصر .. صلينا العصر  ونزلت قابلت اخويا محمود  عشان كان خلص .. جبنا أكل من عند الطازج .. ورجعنا على الفندق .. أكلنا - وللأسف الأكل ان مشطشط وانا مباكلش شطة خالص او اي حاجة حراقة - بالليل أمي كلمت بنت خالتها كانت موجودة في مكة عند ابنها أشرف .. اللى جالنا بالليل بعد العشاء هوا ومراته وبنته .. قعدنا شوية واتكلمنا  وبعدها هو توكل على الله  واحنا طلعنا الغرف تاني عشان ننام ..

يوم الجمعة الفجر ملحقتش الصلاة في الحرم نفسه بس  لقيت ان الناس بتصلي في الجوامع  عادي كدة مع الحرم .. وبعد ما الحرم بيخلص صلاة بيصلوا تاني جماعة كأنها  الجماعة بعد الجماعة .. دة كدة مكة كلها حرم  . فمينفعش جماعتين يتصلوا في وقت واحد .. صليت الفجر وجبت مية  وبسكوت وكدة عشان الفطار .. ورجعت نمت .. صحيت تاني على الساعة 10 كدة وكلمت اخويا  قلتله  يلا عشان نلحق مكان في الحرم .. على ما اغتسلت غسل الجمعة ونزلنا وكدة .. كانت الساعة بقت 11 .. ملحقناش مكان تحت فصلينا في الدور التاني .. قريت سورة الكهف في انتظار الصلاة .. وصلينا .. شربنا زمزم كتير .. ورجعنا الفندق  واحنا في الطريق  جبنا بروست  وفيشة تريبل عشان اعرف اشغل الشاحن - فِيَش السعودية كلها تريبل .. شوف كدة اي جهاز جاي من السعودية هتلاقي فيشته تريبل - واحنا طالعين قالولنا هنتحرك بعد ساعة من دلوقتى .. وان فيه جراكن زمزم ب 25 ريال 10 لتر .. واحنا كنا انشغلنا ونسينا نملا من الحرم .. فجبنا جركن عشان الحبايب والهدايا وكدة .. وزمزم لما شُرب له برضو .. وكدة كدة الحاجات بتقدس لما نخلعه عليها نحن من قدسية .. و العادات الإسلامية هي إحياء للسنن 

طلعنا الأوض لقينا كل حاجة ملمومة وجاهزة وكله تمام  يدوبك  كلنا  وقعدنا شوية .. وبعدها نزلنا بقى على الاتوبيس .. ودعت اخويا وولاده .. واتفقنا نتقابل تاني .. ودي هتبقى العمرة التانية ان شاء الله .. رحلة العودة كانت نفس رحلة الذهاب بنفس تفاصيلها المختلف  بس  ان أمي  رجلها جابت اخرها  فسبتلها الكرسي بتاعى عشان تمدد رجلها عليه .. وقعدت على الأرض جنب السواق السوري اكلمه عن الوضع في سوريا .. شويا وجه عم الحاج اللى اتكلمت عليه في الأول .. حسيت انى بكتب سبق صحفي  والله :D  كنت مستمتع اوي ولما أمي ندهتني عشان ارجع اقعد قلتلها لأ انا مبسوط  كدة .. رأي السواق السوري في الثورة السورية كان رد واحد عايز استقرار ولقمة عيش .. ولا فارق معاه بشار يحكم ولا المقاومة تحكم هوا بيقول ان ريف حمص بعيدة عن الدمار والحاجات دي ..بس ده لا يمنع ان الجيش الحر والجيش العادي بيعدوا عليهم في القرى  يبلطجوا عليهم وياخدو منهم زرعهم ومواشيهم .. بس كنت قاعد معاه حاسس انى بتفرج على مسلسل سوري :D  وعم الحاج النكتة ده  يقله انتو عندكو جواميس في سوريا .. اصل الجواميس لبنها  احسن وكله قشطة :D  احنا في ايه ولا في ايه يا  حج  .. ولما وصلنا أبها كانت الساعة 2 الفجر .. لقيت عربية GMC  راكنة .. استأذنته انو يوصلنا فوافق الراجل بعد ما عرف انى معايا والدتي ومش لوحدي  .. المهم ربنا  يتقبل

Thursday, February 21, 2013

أيام الجيش 5

 بسم الله الرحمن الرحيم 

لمن أراد أن يتابع ما فات من الذكريات .. فعليه الضغط على هذه اللينكات




أيــــــــام الجيش 4 

1- دي "محاولة" سرد للأحداث في الفترة ما بين 21-1-2011 و 5-2 -2011
2- الموضوع المرة دي هيبقى طويل  جدا  وفيه رغي كتير اوي .. فهيتعمل على جزئين
3- الفترة دي عدى عليها سنيتن فاني افتكر بدقة بياخد مني  وقت  شوية 
  بعد الزيارة الأولانية دي بكام  يوم  جت  دفعة جديدة  كان فيها  غازي - طبعا ده مش اسمه الأول - شخصية  لطيفة ولها  جاذبية  ..جسمه  رياضي وساعتها  كان حالق زيرو  ومربي  شنبه  فشكله  كان  مريب  ومثير للسخرية  .. شكله كان عامل زي رجال العصابات المكسيكيين .. غازي  جه  حظه  معايا في  نفس الجيش ونفس الفرقة ونفس اللواء  بس راح على كتيبة تانية .. وبعد كام شهر جاب واسطة وراح قيادة الجيش متابع للواء صدقي صبحي اللى بقى دلوقتى رئيس اركان القوات المسلحة.. غازي اتبهدل في جيشه الكام شهر دول ومع الوقت هحكي عنه .. اول مرة شفته  لما جالنا تاني  يوم في العنبر  بعد العصر  في الاستراحة اللى بتبقى  بعد الغدا دي .. كان واحش اصحابه اللى هما  في نفس الوقت زمايله في الكلية..  كلية الهندسة جامعة عين شمس .. اغلبنا  كنا  كلية  هندسة  وميكانيكا باور .. مفيش  غير انا ويحيى اللى كنا ميكا انتاج .. انا حبيت  يحيى أول ما شفته .. يحيى  شخصية  هادية  جدا  من الخارج .. ولكن متحاولش  تنكشه  عشان متشوفش  يحيى الحقيقى اللى  مستخبي  جوة الشخصية الهادية دي .. يحيى  جدع  وبيستحمل .. وانا بحبه اوي ..  ومشفتش منه  تصرف  وحش .. وطبعا مش عايزه يشوف الكلام ده .. ومش عايز برضو اتعلق بيه اوي فيخلى بيا وازعل تاني زي الناس الكتير اللى اتعلقت بيها وخليت بيا ..  ساعات كدة لازم تستعينوا على مشاعركم بالكتمان .. واحنا الحمد لله لسة بينا علاقة كويسة  لحد دلوقتى 

وانت داخل العمارة بتاعتنا اللى فيها العنابر على اليمين كان فيه عنبر  صغير جدا  فيه 3 سراير يعني بيشيل 6 افراد .. كل اللى فاكره ان كان فيها  "جادو" اللى من القلج  وأباظة الشخصية الفريدة من نوعها :  الملاكم اللى مبيشبعش بتاع هندسة الجامعة البريطانية .. والدكتور اللى كنا بنندهله بكدة عشان كان معاه ماجستير وكان معيد في كلية زراعة .. وده راح كتيبة في سينا لحد اخر جيشه .. واحمد عماد المعروف بايم الجلاشة لانه كان دايما يبقى عيان او رجله بايظة من البيادة ... رقيق  اوي ولا يصلح للحياة في مصر اصلا

كان في سكوتى - سكوتى ده اسم العيلة -  كان بينزل اجازات من مركز التدريب  وكان ليه  واسطة  تقيلة  اوي  خلته يفضل في مركز التدريب وميترحلش  لحد ما غيروله سلاحه  ورجعوه  تاني دفاع جوي .. وكان شخصية  متعالية متعجرفة ولا يذكره احد بخير ابدا


كان فيه يوسف .. يوسف ده انا كنت بحبه  اوي اوي.. كان  دمه  خفيف  جدا  يوسف ده اللى اتكلمت عنه المرة اللى فاتت للي متابع يعني .. يوسف كان  بيتبضن مني اوي لما بقله " ايه يا جو " انا كنت بقولها بطريقة مختلفة يعني بقولها "دجو " بس مع الوقت  بطلتها .. يوسف جه حظه معايا في  نفس الجيش ونفس الفرقة بس راح لوا تاني جنب الطور كدة  .. انا فضلت اكلم يوسف حتى بعد ما اترحلنا  بس مع الوقت يوسف مبقاش يرد على مكالماتي .. ولا حتى بقى  يتواصل معايا .. اخر مكالمة كلمتهاله قالي  انه واخد جزا عشان نزل الطابور متأخر .. وبعد كدة متكلمناش  تاني ..


 كان فيه برضو عبدالرحمن عماد اللى كان بينام على شمالي مباشرة .. عبدالرحمن مربي شنب  رفيع فوق شفته بيحسسك دايما انك عايش في الأربعينات .. ألصق  به  ظلما وزورا  انه نحس  .. ولكن كان  شخصية  هادية وطبيعية ..وانا  مقربتش  منه أوي  في مركز التدريب ولما اترحل  راح فرقة  تانية  في جنوب سينا مع عمرو السيس .. وعمرو السيس كنا مسمينه كدة عشان كان دايما معترض ومتذمر وكان دايما فاتح  صدره ويقلك انا مش هعمل ومش هسمع الكلام ومحدش يقدر يعملي  حاجة وكان بيبقى  اول واحد فينا  بيسمع الاوامر وينفذها ..
 
وفي الدور الفوقانى للسرير  فيه عبدالرحمن كيلاني .. عبدالرحمن جسمه صغير اوي .. وكلنا كنا شايلين همه لانه مبيستحملش .. عبدالرحمن كان معاه كل ما يحتاجه  من ادوية ومستلزمات .. ونفعنا اوي لما هرب شيكولاتة وموبايل .. لما جاله افرول كبير عليه فضل  لابسه ومرضيش يبدله عشان اكمامه كانت طويلة  فكان بيستخدمها انه يغطي بيها ايده من الشمس .. كيلانى مكنش بيسمر لما يقعد في الشمس .. كيلاني كان بيحمر .. اه مش هزار ولا تريقة .. في ناس بتسمر من الشمس وناس بتحمر .. كيلاني خطب واتجوز اهه دلوقتى .. بس  مبنتكلمش  غير كل فين وفين .. كيلاني  جه  حظه في  لوا مدرع مقل ( مقل اختصار مستقل .. هبقى اتكلم عن الاختصارات بعدين ) هوا لوا على طريق السويس .. بس هوا ملحقش  يقعد فيه اوي جاب واسطة وراح الفنية العسكرية  جيشه كان كويس اسبوع واسبوع  .. وبصراحة  مكنش هينفع كيلاني يتبهدل  يعني :) 


  وعمرو Etto  اللى  كان  سريره في اخر العنبر كان برضو  هندسة عين شمس  وكان اسمر  وقصير  وجسمه مشدود .. كان  نشيط وبيحب الضحك والهزارودمه  خفيف  جدا  .. ليه ضحكة جميلة أوي  لا يمكن أنساها .. وليه  طريقة مميزة لما كان بيناديني ويقلي " ايه  يا عُبَد " كان بيقولها وهوا بيبتسم  فكنت دايما بحب اسمعه وهو بيقلهالى ..مرة واحنا في زيارة لقيت  مامته بتقلي  متعرفش واحد اسمه عمرو معاكو .. قلتلها اه يا طنط . قالتلى  طيب  اندهللنا عليه  يابني  ده احنا هنا من بدري اوي .. فرجعت  جريت مسافة طويلة اوي لقيته في وشي .. انا مش ناسي الموقف لان  مامته كانت قلقانة عليه اوي  .. عمرو حظه جه مع عماد جابر في فرقة تانية .. وكلمته مرة وهو بيترحل .. شافوا يومين  زي الزفت برضو في الترحيل .. وبعد  كدة برضو عمرو حصله مشاكل في الجيش  كلمته اخر مرة ايام ما كنا بنسلم كان بيحكيلي ان قائد الكتيبة بتاعته مستحلفله  وبتاع .. بس انا مكنتش بقلق على عمرو لأنه كان جدع اوي وبيستحمل .. وبياخد الامور ببساطة

 في السرير اللى فوقي كان فيه عبدالرحمن اللى بدلت معاه المخلة عشان جسمه  صغير جدا جدا  فوق ما تتخيل يعني بإمكاني ألف  فخدته كلها في  قبضة ايدي لو مطيت كف ايدي  شوية .. وكان بيخزن كميات رهيبة من العصير والبسكوت  في دولابه ليه لوحده .. كمية كانت تكفيه لمدة 3 شهور .. وتكفي 3 اشخاص معاه كمان  ..  ومعرفتش عنه حاجة بعد الترحيل

  كان فيه  كريم .. ابن تاجر كبير جدا ولهم محل أحذية مشهور  في وسط البلد .. ومحلاتهم معروفة لأي  حد .. كريم كان خريج جامعة أمريكية قسم  هندسة مدنية .. علاقتي  بيه كانت محدودة  أوي  وهوا برضو علاقته كانت محدودة جدا بينا وبالناس كان يميل للعزلة .. هوا ده اللى أمنا في الصلاة في اليوم اللى قبل الزيارة الأولى..  للى متابع  .. وكان بالليل  بيصلي  قيام ليل .. بدأ يصلي لوحده في الأول  بعدها  بدأ يصلي  وراه  عبدالله  اللى نايم فوق عماد .. يعني في السرير اللى على يميني  في الدور اللى فوق .. بعدها بدأ يصلي عماد .. بعدها بدأت اصلي معاهم 

على يميني في الدورالتحتاني فيه عماد جابر .. وفي الدور الفوقاني لنفس السرير فيه عبدالله .. ازهري من القناطر الخيرية طيب جدا  وجدع لاقصى درجة كان لما بيضحك بيطلعله نغزة حلوة كدة في خدوده  .. استلف مني مصحف .. ومجتش  فرصة يديهولي  عشان الترحيل كان مفاجئ .. اتمنى انه يفضل فاكرني  بالمصحف ده .. 

المهم كل ده كان محاولة اني  اعرفك على بعض  شخصيات الحكاية .. نرجع  لكريم اللى كنا  بنصلي وراه  قيام ليل .. كريم جه في مرة  في طابور التعليم الأولي أو  "طابور الكفار " زي ما بنسميه في  الجيش لما كانت الساعة بتيجي 12 بالظبط كريم كان بيسيب الطابور  ويروح يستأذن من الرتبة اللى على المنصة انو يوقف الطابور  عشان الصلاة .. لما عمل دة للمرة الأولى اتفاجئنا  انه عنده الجرأة دي وهو طول عمره منعزل  ومش بتاع مشاكل .. بس هوا كان عنده وجهة نظر مختلفة .. كان بيقول طالما انت بتقلى اجي في معادي ومتأخرش .. ربنا برضو عايز لما يندهلك متتأخرش  .. المهم كان كل مرة يطلب فيها  ان الناس تاخد استراحة عشان الصلاة كانت الرتبة اللى فوق  تديله كلمتين وتقله  دور نفسك على السجن .. فكان يقضي بقية اليوم في السجن ويجي على الساعة 9 بالليل .. كان بيرجع ساكت ومبيتكلمش  .. كان بيرسم على وشه ابتسامة رضا بالعافية اثناء ما كان بيأكدلنا ان محدش  شتمه ولا ضربه في السجن ومحدش اتعرضله فعلا .. قائد المركز بس هوا اللى قاله انا متابعك بنفسي وبتاع .. ننام ونصحى ويتكرر الحال نروح طابور التعليم الاولي  .. يطلع عينا في الشمس وحاجات ملهاش اي لازمة  وتيجي الساعة 12  ونستنى  نشوف كريم هيعمل ايه انهاردة او بمعنى ادق نشوف هيعملوا  ايه في كريم انهاردة ..  لحد ما بقى موضوع الاستراحة ده أمر واقع وبقينا  ناخدها اتوماتيك الساعة 12 ..

مضت الأيام على نفس الرتابة  .. وبدأنا  نسمع  شائعات ان فيه اعتصام هيحصل من بتوع 6 ابريل يوم 25 يناير .. الخبر كان عادي اوي ..  ايه يعني  اعتصام .. انا  شخصيا كنت متصورالاعتصام ده حاجة هتروح لحالها .. او ان الفراغ اللى كان عندنا في الجيش  وانعدام اي مصدر اخباري خلى الخبر ينتشر .. احنا مكنش عندنا تلفزيون في الكانتين زي بقيت المراكز .. وكان دخول الراديو ممنوع .. تقدر تقول يعني لقينا موضوع نتكلم فيه .. انا كنت بقرى كل يوم جريدة الاهرام والشروق بشكل منتظم قبل ما اخش الجيش .. وطبعا فقدان النت كان ليه اثر كبير اوي في احساسك بالجهل  وفي احساسك  بقيمة النت .. فانت لا تعرف قيمة الشئ حتى تفقده .. ومن باب التخلي عن الاشياء .. اول حاجة بتيجي في دماغ البعض لما بتقعد 30 يوم معزول عن النت يعني معزول عن السكس مش معزول الاخبار .. تروح الاخبار في داهية .. اهم حاجة السكس .. كنتو عايشين ازاي يا رجالة من غير سكس ؟؟ .. كانت الاجابة  انها غريزة نفسية مش مادية .. لو متوفرلهاش الدافع مش هتثور .. لكن الجوع غريز مادية .. مش لازم يكون عندك محفز نفسي عشان تاكل .. يعني لو جعان  وهتموت  وجالك فول مسوس ومعندكش  مصدر أكل تاني اكيد هتاكل وتقول الله كمان ..   انما السكس غريزة نفسية .. ولذلك انت مبتتفرجش على سكس  ليلة الامتحان  مثلا او لو انت في مصيف .. لكن بتتفرج عليه لما تكون محبط او متضايق او مكتئب   .. حتى لو قلتلى انى ساعات باستثار من واحدة في الشارع او واحدة في التلفزيون  واروح بسببها اتفرج على سكس انت عارف انك بتقول اي كلام .. الموضوع بيبقى تفريغ احباط اكتر منه تفريغ  شهوة .. لان الشعور بالرضى بعد العادة السرية مبيستمرش اكتر من  ثوان  وبيجي بعده شعور بالذنب .. لان نسبة كبيرة مش مقتنعة  انو حرام اصلا .. لكن شعور الذنب بيجيلك عشان انت مش قادر تنتصر على الاحباط .. فبتلجأ لطريقة اخرى لإنهاك جسمك .. والدليل ان غالبا بيجيلك بعدها  شعور بالنعاس .. وكلنا عارفين ان النوم احسن طريقة للهروب من الواقع .. واللي بيشرب حشيش بيبقى عايز يهرب من الواقع .. كلنا في نفس المركب يا صديقي ... المهم انك مش هتحس باي  شهوة في الجيش ..

 والطريف في الموضوع  ان كان منتشر اوي في الجيش  اشاعة انهم بيحطوا زيت كافور في الشاي .. واللى ساعد في انتشار الاشاعة دي حاجتين .. ان الشاي بيبقى  طعمه وحش اوي اوي  .. وان العيال مكنش بيجيلها  شهوة .. ويا  سلام بقى على انتشار  النظريات اللى بتدعم انتشار الإشاعات دي .. ما انت  فاضي  بقى وفي مجتمع مغلق .. ولكن ده كله  محض  وهم .. اولا مفيش  حاجة  مثبتة  ان زيت الكافور له تأثير في اضعاف الشهوة .. تاني حاجة ان الشاي بتاع الجيش  اصلا ردئ واللى بيزيده رداءة انهم بيغلوه اكتر من مرة لليوم اللى بعده .. يعني  لو فيه  بواقي  شاي من اليوم اللى قبله  يزودو عليه  حبة مية وحبة شاي  صغيرين ويغلوهم تاني .. وكدة كدة انت بتشرب في كوباية ألمونيوم فدايما هتشوف لون الشاي  غامق .. والمعلومة دي عرفتها من عيّاد .. 

عياد - ده مش اسمه الأول - كان بيشتغل في الميز وقالي  بعدين  على الموضوع ده لما قابلته ..  جه  حظه معايا في  نفس الجيش ونفس الفرقة ونفس اللواء ونفس الكتيبة .. يعني قابلته اول يوم في جيشي وقابلته اخر يوم في جيشي :)  ...سبب انى علقت في ذاكرة عمرو عياد .. انى مكنتش  باكل اي  حاجة من الميز الا ما ندر .. فكنت بقله  يزودلي السلطة شوية .. وهوا دايما  فاكرلي  انى كنت دايما  بقله  والنبي زودلي السلطة .. انا مباكلش الا السلطة .. وهوا  قالي  فيما بعد  ان السطلة دي كان بيبقى فيها دود وكنت ببقى عايز امنعك  واقلك ان السلطة دي معفنة بس مكنش بينفع .. كمان  مكنش  ينفع نتكلم ونعطل الطابور .. عياد ابن ناس اوي وطيب اوي .. ومستهتر اوي .. قصته  مش هقدر الخصها دلوقتى .. بس مع الوقت هبقى احكي عنه لما يجي مناسبة .. عمرو كان لما يقابل غازي بيقعدوا يغنوا مقطع من اغنية  هاوس . وكانو بيرقصوا عليها .. شكلهم كان مضحك اوي ويبعث على البهجة بصراحة ..

كان فيه كريم أوامر .. كريم ده كانت  حكايته حكاية .. كان ليه  واسطة في مركز التدريب نفسه .. كان تقريب ابن خاله  او ابن عمه او حاجة زي كدة مقدم في مركزالتدريب ده .. كريم كان بيقضيها معانا شوية كدة في التعليم الاولى  يهرج  ويضحك بعدين ان بينده عليه من المنصة  يخش يرتاح جوة :D  بس  كان شخصية لذيذة ومحدش كان بيكرهه .. في الطابور الصبح كان بيمشي بشكل  روتيني اوي .. وكان في اخر الطابور يجي  قائد المركز او القائد التاني يقول أوامر .. فيبدأ عسكري الإذاعة  - بيبقى من سلاح  شئون معنوية وبيتدخل واسطة في الغالب - يقول بنود الأوامر ومين عليه نبطشية من الظباط - كلمة نبطشي بتتكتب نوبتجي - ومينبيبقى ظابط عظيم المركز في حالة لو القائد والقائد التاني تغيبوا لأي  ظرف بيبقى هوا القائد .. وفي الاخر العسكري  بيقول الله - الوطن .. واحنا كنا  بنزود عليها  بقى  من عندنا اي حاجة .. نقول الله الوطن المسقعة ... او الله الوطن ام علي.. كدة يعني .. المهم لما كانت تيجي  لحظة ما قائد المركز يقول كلمة "اوامر "  كريم كان هوا اللى بيقولها  فطلعت عليه كريم أوامر .. وبعدها  بقى  كان بيعملها سيم بينه وبينه اصحابه .. هوا يقول اوامر  هما يقولوا منتظر - بضم الميم وتسكين النون وفتح التاء  والظاء -  ودي برضو مصطلح اداري كدة في الجيش .. كريم اترحل في الهوجة كدة على عبيد في نفس الجيش  بس  فرقة  غير فرقتي 

 وكان فيه اسامة .. اسامة كان مسيحي  ومكنتش اعرف كدة غير قبل الترحيل بكام يوم .. اسامة  كان ظريف  اوي  مش هنساله موقف لما كان بيحجزلنا الحمامات عشان نستحمى .. عشان المية كانت بتخلص بسرعة فكنا بنتخانق على الحمامات قبل ما المية تخلص .. فمرة اخترع طريقة مبتكرة اوي في حجز الحمام .. لانه لو فضل قاعد جوة وقافل على نفسه اكيد هيبقى فيه واحد مستنيه برة  يخبط عليه .. لكن اللى عمله اسامة انه وقف برة وقعد يخبط على الحمام وهو فاضي :D  وعمال يزعق ويقول  يلا بقى  يا عم .. كل ده قاعد في الحمام  تهبب ايه .. يلا يلا يا ابن ال @)*& وفي الحقيقة مبيبقاش فيه حد جوة اصلا .. ومحدش عرف يفقس الموضوع ده .. بصراحة كانت حركة ذكية

كان فيه جورج .. جورج ده قعدت قدامه مرة في الميز .. فتح معايا الكلام وقالى انت بتاع نشيد التنين .. قلتله  اه .. قالى  انا عارف اسمك انت عبدالله مش كدة .. قلتله اه  .. وانت احمد مش كدة .. قالى لا انا جورج :D  .. قعدت اضحك اوي في  سري .. وقعدت افكر  بجد بقيت اليوم ازاي لما الواحد بيتحط في هم مشترك كله بيركز على الهم ده وبينسى الخلافات .. بندوب في  بعض  يعني زي ما بيقولوا .. متهيألي ده سر نجاح الناس برة في هزيمة الطائفية .. يعني لكم دينكم ولي دي .. وكلنا في الاخر ولاد وطن واحد وهمنا  مشترك 

وكان فيه  أندرو .. أندرو كان متلون اوي وكان مع الموجة .. يهيص مع اللى بيهيصوا وخلاص .. وكان مفضوح اوي  وانا مكنتش بحب الشخصيات دي 

وكان فيه ايهاب .. ايهاب كان بيجي بالليل  وبيقعد يقرى لاتنين كدة الانجيل ويوعظهم وكدة .. مكنش بيحتك  بحد غير من المسحيين  ومكنش في حد بيحتك بيه غير الاتين دول تقريبا .. يعني الناس الباقية مكنتش بتحب تحتك بيه سواء مسيحيين او مسلمين 

خلال الأيام  بدأت صلاتنا  تتقرب  أكتر واكتر  .. شئ  كويس  انك تنتمي لمجموعة ليها  هموم مشتركة  وخلفيات ثقافية واجتماعية مشتركة .. ولكن ده كان في مركز التدريب  بس .. بعد كدة لما بتروح الوحدة هتجبر انك تعاشر ناس مبتحبهاش ومفيش بينكو اي حاجة مشتركة على الاطلاق  ..المهم  مع الايام كان لازم نكسر ملل الروتين .. بعد كدة جم وقالولنا اننا  هنختار "البلايصة " البلايصة جمع بوليص .. كانو بينطقوها كدا  بإبدال حرف السين صادا .. البلايصة دول كان بعضها  وسايط .. وبعضها  عادي .. كانوا  بيختارو ناس  تمسح الحمامات  وناس تطبخ في الميز وناس تقف امن عنبر وناس تقف امن طابور .. واختاروا عماد امن طابور .. من ساعتها  عماد  بقى يلبس  زيتي  زي العساكر الاسرائيلين .. وطلعنا عليه  ليشع بعد كدة .. كنا  بنندهله  يا ليشع بالطريقة الخنفة دي .. وساعات كنا ننسى  ونقله  يا كوهين .. المهم انه  يهودي وخلاص :D .. كنا نروح احنا الطابور وهوا  يقعد على طرف ارض الطابور  يتفرج علينا من بعيد .. بس  من كتر وقفته في الشمس  ودانه فقفقت .. فمبقيناش  نتكلم عليه تاني .. بعد فترة  زهقت من الاناشيد اللى كنا بنقلها دي واحنا ماشيين قررت أألف نشيد لينا احنا نغنيه ما بينا .. بس معرفتش انه  هيتشهر  كدة ويخلوني اقوله رسمي :D  ..

في الفترة اللى قبل ما اخش الجيش كان بيجي على قناة FOX  حاجة اسمها FOX Bites   كان بيجي فيها مقطع من The Simpson 
فيها  فصيلة من الجيش الامريكي بيغنوا نشيد  باللحن الأمريكي المشهورللمارينز

فانا استغليت اللحن وألفت عليه الكلمات الاتية :

كل المركز هنا عارفين .... ........احلى كتيبة كتيبة اتنين
لما بيعلى الصوت بالصيحة ........ كله يقلك دول جامدين
مش بنفوت الصفارة ................... كله من كتر التمرين
اجمع هنا وتعالى واتعلم ............ ده احنا كتيبة محترفين
لسة برضو بتتحدونا ................. ده احنا عليكو معلمين
م الاخر يا أسود ووحوش ................. كله يوسع للتنين
 ----------------

اللى شجعنى ان مرة عسكري قديم  وقفنا وقالنا  غيروا النشيد  عشان متحسوش  بالزهق واقترح هو " لافض فوه " النشيد بتاع اه يا ليالي يا ليالي .. مش عارف ايه كدة السد العالي  ... كان نشيد  خنيق  اوي وانا  شخصيا  جالي  برد  في زورى وكان صوتى مبحوح فمكنتش  بقول .. بس على الاقل عرفت ان امكانية تغيير القواعد ممكنة في الجيش  مجرد  بس انك تستخدم حاجات من  نفس الكتالوج .. بحيث محدش  يقدر يعترض عليها .. هما كان هدفهم في مركز التدريب  انهم ميخلوناش نتكلم في الاماكن اللى ميقدروش يكونوا فيها معانا ..  لأن الكلام  هيجيب ضحك وهزار والهزار هيجيب  جري  ولعب .. وبالتالى مش هنعرف نسيطر على الأوغاد دول .. فنخليهم ينشغلوا باي كلام يقولوه وهما ماشيين بصوت عالي عشان نعرف هما بيعملوا ايه حتى لو احنا مش معاهم .. وكان الأذكى من كدة انك بتقول اسم فصيلتك وانت ماشي  فيتعرف كل الفصايل  رجعت ولا لسة ومين متأخر وكدة .. وبالنسبة للسذج  هيييه  يا حبيبي انت في كشافة  بقى وكدة ..  بس  لسة اللحظة  مجتش  انى اقوله بشكل رسمي .. 

لم يصب بالحمى بعد

بسم الله الرحمن الرحيم 

الى متى يا احشائي هذا الانتحاب والعويل .. اليك يا بركان الغضب الذاتي قدمت قرابيني .. فلم ترضَ .. انا عالق في شباك سوداء من القهر والانحطاط .. لا تكفيني كل أذناب البقر على ظهري  .. ولن يسمع من في باطن الأرض  صوتا لهالك مثلهم .. المعرفة  فقط هي التى تمنح السلام وزيادتها هي عين الشقاء.. والسؤال الحتمي الذي بلا اجابة ينخر تلك التلافيف الرمادية نخر دواب الأرض لمنسأة سليمان .. الكل يعرفني ولم استطع .. كل هذه الفراشات تحوم حول هلاكها المحتوم .. فلن تنبت اليوم اي فسيلة .. وحتما لن تنفلق أنوية الصبر مرة أخرى .. الملثمون لا يدركون انهم صاروا بادين لكل ذي نهى .. ولكن من يعرف كنههم لا يستنكر فعلهم .. كفي ظلمك عني ايتها المخلوقة .. ولا تحرميني  لذة الانتصار عليكِ .. ليس كل الأموات يسكنون القبور .. بعضهم يرقدون فوق الأرض بلا أي خجل .. أنظر في تلك العين .. ستدرك فجأة سر الحياة وسبب انهيار سدود المياه في دول المجاعات ..

Tuesday, February 12, 2013

يا أعلم بحالي مني

 بسم الله الرحمن الرحيم

يا أعلم  بحالي مني .. ويامن ان غبت عن حضرتك لم تغب عني .. إن اذنبت جهلا غفرت بلا منِّ .. بادرت بالعفو وانا المتجني ..  يارب رمت الوصال وتقطعت بي سبله  ... فلا غيرك على سلوك الدرب يعنّي

Monday, February 11, 2013

ولعت كتير

بسم الله الرحمن الرحيم 

الفجوة الثقافية والحضارية بين ذكر المدينة  وأنثى الريف .. ونزولهم الى ارض الواقع بعد تحليقهم في عالم الخيال .. فلم تجد بنت الريف ما كانت تتخيله من رفاهية في المدينة .. وعندما ذهب ابن المدينة للريف  لم يجد فيه زراعة ولا هواء نظيف كما هو متوقع .. لأن وسائل المواصلات المتهالكة عبأت الجو بالدخان 

كلمات والحان وتوزيع العبقري (بحق) اللبناني  زياد الرحباني .. اليساري الثائر على كل الأوضاع .. 

أداء: سلمى مصفى (مش مصطفى .. مصفى يعني منقى  يعني ) ببراعة تتقمص سلمى لهجة بنت الريف اللبنانية .. ويترجم الكوراس الى اللهجة اللبنانية لأهل المدينة .. على سبيل المثال نكزة = لحظة 

الأغنية ممتعة جدا .. خفيفة ولها  هدف مركزي وأهداف أخرى فرعية 
استمتعوا 





---------------------------
ولعت كتير خلصت الكبريتي

لا انت الزير ولني نفرتيتي

من فضلك تبقى لما بتيجي المي

خلي المي توصل عالتتخيتي
---------------------------
قايلي بيت مش قايل تخشيبي

كيف هيدا حيط و نصو مهدى بسيبي

على كل هلق لما بتيجي المي

سكرها والا يعني مصيبي ؟

---------------------------
عم بحكي رد عليي

و بس تحكي اتطلع فيي

إذا فكرك قوي يا فهلوي 

منك بها القويي

ولا  يوما راح بتصير

------------------------

جربت الفيش شرقط بين ايديي

أنا بدي عيش عيشة طبيعية

هاي جارك عندو مولد

قلو بليز مد بريز

خدمني اتوصى فيي
---------------------------
فاتح سلطان عليا 

وفاشل ميا بالمية 

مستلشق قصداً فيي 

فكرك قوة شخصية

اذا فكرك حلو لأ مش حلو

أنا عندي الأولوية

ولا شكلك  فاهم كيف

----------------------------

وين هوي السيف  بشو بحف الكسرولا

ما في شي نضيف و لا ناوي الحمد لله

ما في لوسيون  ولا جايب ما زولا 

قللي كيف ممكن انو تسكن بنت عندك انت

قللي شو بتعملا

-----------------------------
قايلي انها فيلا

و هي ولا (نكزة) لحظة فيلا

ليك ملا فيلا لا حول الله

انت تعا شوفا كلها

اي شي عش فراخ كبير
---------------------------

صارلو شهرين عالمجلى البقلاوى


و بتدبل عين انو انت حلاوى

و الأنكى وقح و جلغ والك عين 

بالعينتين تقللي البيت مساوى
------------------------------



ويلي نبشت الريف على نسرة حشيشة 

لأبقى ع نضيف بس مش قده عيشة 

من صيدا سحبة وحدة من البطرون في كاميون عبى صدري فيشي