Monday, December 31, 2012

يا رحيمي

بسم الله الرحمن الرحيم 


يارب .. أخشى الشكوى اليك .. لا جهلا  برحمتك وعفوك .. ولكن جهلاً بنفسي .. وما أستزيد باجترار الأسى الا قربا منك .. فكم حنوت على ضعيف .. وكم هديتني وأنا الكفيف .. اللهم لا تجعل للظالمين في حظا .. واسترني فيما تعلم ولا أعلمه .. أنت الرفيق ابتداءاً والغفور انتهاءاً وما بينهما لا تنتهي أحوال رحمتك .. كيف استعذب الحزن وقد عرفتك .. وكيف أقوى على الشكوى وقد لطفت بي .. وحدك يا خالقي تعرف ما أنوي .. وحدك يا بارئي تخفف عني ما لا أستطيع البوح به .. يا رحيمي .. اقصر لي حياتى ان كان في ذلك راحة .. وزد لي فيها ان كان بها خير .. الخير كله بيديك .. وليس لمثلي ولا لأحد حق الإعتراض عليك .. يا جلالا خفتت له الأضواء .. ونورا ملأ بسناه الأرض والسماء .. اقررت بفناء كل ما عليها .. ولكن ما حال من فنت روحه غربة عنك .. يا واصل المنقطعين مثلي .. صلني إليك .. اتضرع لك وأتوسل إليك .. يا سند كل ضعيف .. ويا نصرة كل مظلوم .. خفف سهدا يجافي عيني عن النوم .. وارزقني علما أقترب بيه اليك عن القوم .. كيف يصل من كان في علمك جهول .. او يرتقي من كان علمه بجهل يملأه الذهول .. فما شكوتي اليك الا شكاية من نفسي .. فكم من حظ الهوى بك أفنيت أنفاسي .. ولكني لا أجد طريقا للوصول إليك الا حبا .. ولا يمنع الوصول اليك الا شقاءً بغضا  .. نفوس وأنفاس تفنى .. عن رحمتك وغفرانك قد نسيوا حظهم .. فيارب يا خالقي ويا رحيمي هل من وصول الى سبيل .. هل من شفاء للغليل .. هل من هداية للبخيل .. يارب ارحمنا من حر ذلك اليوم ووفنا وعدك بالظليل .. فما ربح من لم يكن في حزب حبيبك الذي لم نوفه حقه الا بالقليل .. 

Saturday, December 29, 2012

ايام الجيش 4

بسم الله الرحمن الرحيم 
لمتابعة تسلسل الأحداث ومشاهدة الأجزاء السابقة 


يوم الخميس 20-1-2012  الساعة 7 بالليل 

جمعونا في أرض الطابور عشان المقدم عمرو هيدينا  تلقين .. التلقين ده المفروض  يديك ارشادات عسكرية .. بس الموضوع مبيبقاش  أكتر من انه وصلة  رغي غير ذات فائدة .. كلام كتير في عز البرد واحنا اليوم ده  بالذات خففنا هدومنا لما خرجنا الساعة 10 الصبح عشان شمس الضهر  بتبقى  حر  أوي .. بس مكناش  نعرف اننا  هنقعد في عز البرد على الأسفلت في مكان مفتوح .. الهوا جايلك من كل حتة .. ده مش هوا .. دي أسياخ حديد بتخش مبين مفاصلك وبتحاول تفكها عن بعض ... لما جه وقت صلاة العشا ادونا استراحة عشان الصلاة .. جمعنا  نفسنا في صفوف .. وانا قمت بالاقامة وبعدها قمت بدور المبلغ  عشان كنا كتير  جدا اليوم ده .. الله اعلم مين اللى كان عايز  يصلي ومين اللى كان عايز يقوم يفك رجله .. بعد الصلاة  رجعنا تاني  قعدنا مكانّا .. كل ده كنا مستنيين  نعرف هيبقى فيه بكرة زيارة ولا لا .. كان  ذل  بصراحة .. وانا كدة كدة مكنتش متوقع  هيبقى فيه زيارة يعني لاننا  كنا لسة جايين بقالنا يومين .. وفعلا طلع مفيش  زيارة  .. فركش ... العيال  كانت محبطة جدا .. بس انا كل همي  ساعتها  اني  أروح العنبر  عشان اتدفى  ببطانية مبتدفيش .. بس التعب كان بينسيك ان البطانية بتشوك .. وان اللى فوقيك بيشخر وهوا نايم .. وسط  الموضوع ده في  فصيلة من الكتيبة الأولى اتخانقت مع بعضها  وصوتها  علي .. ويا سلام  على فرحة المقدم عمر ده كأنه لقى لقية .. قعد بقى يستمتع بتعذيب المعتقلين الاسرائيلين اللى وقعوا في الأسر .. وقفهم انتباه .. عمل بينهم وبين بعض مسافة  عن طريق  انه يخليهم يفردو اديهم قدامهم فياخدو مسافة ويفردو ايدهم جنبهم فياخدو مسافة .. بعد كدة  قاللهم يقلعوا السترة ويقلعوا كل حاجة فوق  بحيث  ان  نصهم الفوقانى يبقى مكشوف .. وخلاهم يقلعوا الكابات .. ووقفهم انتباه .. وكمل كلامه عادي عشان يحرق  قلبهم بتجاهلهم .. بصراحة صعبوا عليا جدا .. الدنيا كانت برد أوي  واحنا لابسين .. ما بالك دول  بقى .. في  اخرالكلام كلنا  كنا بنخبط في  بعضنا  عشان عايزين ننام ..في الاخر حن علينا وقالنا انصراف ... بس فضل الناس المتكدرين واقفين مكانهم سيبناهم ومشينا .. رحنا العنبر غيرت هدومي ولبست الترنج ولبست  تحتيه  فانلة  ضرب النار الصوف  .. ان شالله اتحاكم  بس مش هسقع  تاني ابدا .. ولبست تحت فانلة ضرب النار توب قطن خفيف بأكمام .. كان في شبه اتفاق ما بينا  اننا منخليش  حاجة من اللبس الميري  تلمس جتتنا :D  وقد كان .. المهم وانا  بلبس جالنا واحد قالنا  على فكرة  بكرة فيه  زيارة ... اشاعة زي دي لو طلعت غلط الناس هتتحطم اكتر من ما هي متحطمة .. ولكن فعلا طلع  فيه زيارة .. انا كدة كدة مكنش فيه حد هيجيلي في الزيارة دي  .. فمكنتش عارف اعمل ايه ... المهم  نمت وقلت بكرة يحلها الحلال .

 تاني يوم الصبح كان الجمعة  21-1-2012 
 معملناش تمرينات ولا كان فيه طابور ولا حتى فطرنا .. رحنا مباشرة على أرض الطابور ... قعدنا ورا  بعض "القعدة العسكرية " وفضلنا مستنيين .. الناس كانت معاها شنط فيها هدومها الوسخة اللى هيبدلوها من اهاليهم .. انا مكنش معايا  حاجة لاني مكنش في حاجة لحقت اتوسخت ومكنش فيه حد هيجيلي .. ومكنتش عايز اخرج اصلا .. بس الناس كلها اقنعتني  اني لازم اخرج على الاقل  تشوف ناس تانية  غير اللى بتشوفها .. على الساعة 8 ونص كدة بدأوا يندهوا الأسماء وبدأت العيال  تسكت نفسها  ذاتيا  عشان تسمع .. وكانت كوميديا  لما مثلا يقول محمد عبدالرحمن علي واحد يقول  مينفعش  أحمد عبدالسلام أمين .. بغض النظر عن رأيك دلوقتى وانت بتقرا .. بس  بجد كانت مضحكة اوي  ساعتها .. بعد كدة بدأوا يندهوا بالأرقام العسكرية بتاعت مركز التدريب مش  بتاعت الكارنيه..  وكل ده مكنش في دماغي  انى  اطلع  بس  مع الوقت  ولما العيال كانت بتجري  فرحانة وهيا  خارجة كان بيبقى نفسي اخرج .. والعيال وهيا بتجري اصحابهم يقولولهم  انده اسمي  يا فلان .. كانو بيحسسوني اننا معتقلين ... المهم  بعد شوية جم في الاخر  قالوا  يلا  كلكوا  اخرجوا :)  .. خرجت  ولقيت  زحام  شديد اوي .. واستغربت ازاي المكان هنا جميل كدة وجوة  زي الزفت .. اغاني  شغالة .. والشمس اليوم ده كانت مختلفة ... فضلت امشي كدة شوية  شافني يوسف .. قدمني لأخوه .. قلتله  ياااه  انت اخو  يوسف .. قالى  لأ اخته :D  .. قدملي ساليزونات كان جايبها من لابوار .. أكلت واحدة .. كان نفسي اكل تاني  بس عشان الواحد بقى ميبقاش منظرو معفن ..قعدت معاهم  وبعد شوية استأذنت ... فضلت الف واتمشى وخلاص  .. كانت  حاجة وحشة اوي ان كل شوية واحد يكون قاعد مع اهله ويقلي  تعالى ويعزم عليا .. مبحبش انا الشعور بالشفقة ده ... عشان كدة مكنتش  عايز اخرج للزيارة ... وفي اللحظة دي سمعت اسمي بيتنده في الاذاعة .. وبعدها رقمي في مركز التدريب .. صدري  انقبض  من المفاجأة  وبقيت امشي  بدون وعي ناحية الصوت  زي الفراش اللى بيلف حوالين نور العامود .. مين يا ترى اللى نده على اسمي .. انا مش متوقع زيارة من حد .. ممكن يكون حد من اللى  خرجوا  قبلي  نده رقمي عشان اخرج ؟.. يمكن ..  بس  انا مقلتش لحد ينده رقمي  ومحدش قالي انه هينده اسمي !!.. اسئلة  كتيرة كانت بتدور في بالي .. لحد ما شفت  محمود  اخويا واقف قدامي  وبيضحك .. 

دورنا على مكان فاضي وقعدنا .. محمود كان جايب شوية  عصير وشوية  شيبسي وبسكويت  وكدة .. وانا كنت شبعان من الحاجات دي جوة .. اه جوة كانت جودتها رديئة بس  برضه كلها نواشف  برضو .. .. قالى  معلش  انى ملحقتش اجيبلك  حاجة .. وانا  بصراحة مكنش فارق معايا  انو يجيب  اكل ولا لا  فعلا  شوفته كانت كفاية .. وانت في الجيش  بتعرف  قيمة أهلك .. قعدت أسأل اخويا  عن الأحوال والدنيا وكدة بس .. اداني الموبايل  أكلم  ماما واطمن عليها .. شوية  وجه  معاد صلاة الجمعة ..  روحت ادور على مية .. المية ساعتها كانت  قاطعة  .. والحمامات كلها كانت مشغولة  عشان العساكر (اللى هما احنا)  كانت ما بتصدق  تلاقى  حمامات  نضيفة وفيها مية .. فالحمامات كلها كانت مشغولة والخزانات  خلصت .. لأن زي ما قلت  قبل كدة دهشور مكنش واصلها مواسير مية .. المية كانت بتيجي في عربيات مرة الصبح ومرة العصر .. والصولات كانوا طبعا بيخزنوا كفايتهم وزيادة كمان .. واحنا المية كانت باللى يلحق .. المهم لما ملقتش مية  خرجت برة واتيممت .. وكانوا فارشين حُصر عند الكانتين .. روحت وقعدت اسمع الخطبة ... كان فيه راجل من أهالي الزوار واقف بيخطب كان بيتكلم عن الصفات العشرة التى لابد ان تتوفر في المسلم .. كل الإخوان أكيد عارفين انا قصدي ايه :D .. الصوت مكنش مسموع للناس اللى ورا .. ومكنش فيه مكرفون ولا ميجا فون حتى .. مع ان على بعد خطوات منه كان فيه اذاعة بتنده على الناس من شوية .. الراجل خلص خطبته بسرعة وبعدها  صلينا .. بعد الصلاة  رجعت  قعدت مع اخويا  شوية .. وبعدها  اخويا  قالى الحق  بقى  خش لأن لو اتأخرت هياخدوك تلم زبالة .. المهم قلتله انى  عايز البنطلون ال "nike " بتاعي عشان بنطلون الترنج  بتاع الجيش  بتاعى اتقطع .. والبنطلون ده هيتعب اوي عشان يوصلي  بعد كدة ..

أخويا كان لسة في الخدمة برضو  ساعتها .. اخويا المفروض كان هيخلص جيشه 1- فبراير -2011 طبعا مكنش  حد يعرف  ان هيحصل  ثورة  ساعتها .. أخويا  أكبر مني ب 4 سنين .. ودخل الجيش على كبر بعد ما كان اتجوز وخلف .. دخل الجيش متأخر عشان كان واخد تأجيل حتى زوال السبب .. والسبب ان أبويا كان متوفي .. وبما إن أخويا الوسطانى مدخلش الجيش وخد إعفاء طبي عشان النظر .. فأخويا الكبير راح قدم  نفسه .. الراجل في القسم اداله معاد غلط فلما أخويا راح اتعمله حاجة اسمها تجنيد فوري .. وخد سنة زيادة .. السنة الزيادة في الجيش  بتبقى 45 يوم ... بس  بيبقوا 45 يوم تقااااال  اوي اوي .. ميعرفهمش الا اللى جربهم .. بس الحمد لله اخويا دخل سلاح امداد وتموين فدخل مركز تدريب قويسنا أو ما يطلق عليه "مركز تدريب  نانسي" .. اخويا وهو بيترحل جه هنا على مركز دهشور لأنه كان اتلحق دفاع جوي .. فهو اكتر واحد عارف  دهشور  كانت سيئة ازاي .. مع انه قعد فيها  يومين او تلات ايام .. بس  هو قعد في  حتة  وحشة  اوي  اوحش من اللى كنت فيها  بس المهم انو  بعد كدة  راح فرع شئون ظباط الدفاع الجوي  وقضى الجيش المراجيح التمام .. بس  بصراحة مكنش ينفع جيشه يبقى صعب .. ربنا بيدي كل واحد اللي  يناسبه ويناسب ظروفه ..

 المهم  أخدت الحاجة اللى اخويا كان جايبها معايا ..ورجعت ..  مكان  الزيارة كان بيبقى أعلى من مستوى بقية أرض مركز التدريب .. فلما بترجع .. بتنزل .. فبتحس  انك  داخل  الترب :D  .. لما بنبقى  راجعين من الزيارة بنتفتش عشان اللى جايب  حشيش وسجاير مستوردة وأكل بيتي وكدة .. بيعترضوا على الأكل البيتي قال ايه عشان ميحصلش تسمم جوة الكتيبة .. والسجاير المستوردة عشان يشغلوا السجاير المضروبة اللى جوة .. اتفاجئت ان العساكر اللى بتفتش بترمي للناس الحاجة ... نفس السيناريو الوسخ بتاع يوم الدخول .. فالناس  وقفت على جنب  تخلص  حاجتها .. انا مكنش معايا  حاجات كتير  فالعصاير والحاجات اللى كانت معايا  كلت اللى قدرت  عليه والباقى وزعته على اللى معايا وعديت من الأمن عادي .. حتى متفتشتش .. يعني واحد تخين وبنضارة وشكلي  برئ  فمكنتش محل شك .. رجعنا  الى أرض طابور الكتيبة .. بيعملوا جمع بعد الزيارة  عشان يشوفوا  ان محدش هرب وكدة .. بس بعد كدة عرفنا  ان الموضوع ده اي كلام .. يوم الجمعة بيبقى مريح .. والصولات بيبقوا مريحين .. فبالتالى احنا كمان بنبقى مريحين .. بنتجمع  بقى  ونتكلم  وبيبقى في وقت للي عايز يخيط واللى عايز يحلق دقنه واللى عايز يستحمى  .. وطبعا الحمامات  بتبقى  ولا موقف شبرا .. وخلص  يوم الجمعة الجميل .. يوم الزيارة .. يوم الاكل البيتي .. اليوم الجميل .. والمريّح .. والاسبوع اللى بعده هيحصل  فيه  حاجة  هتغير مسار حياتى ومسار حياة مصر نفسها .. هيحصل الثورة :) 



Saturday, December 22, 2012

اخر سطر

بسم  الله الرحمن الرحيم 

بقطرات عرق نجحت في الهروب من مسامه .. تسمر محدقاً تجاه الخيال الرمادي المؤطر على الحائط الذي لا يواجه غيره مؤخرا .. هذا الحائط المصاب بالبهاق من أثر الرطوبة  وبعلامات ورسوم من عالم اخر رسمها يوما ما .. فضولي صغير ما .. لم  يلاحظ في العتمة ان هذا الإطار كان مميزا بشريطة سوداء في ركنه الأعلى .. عجيب ما قد تنساه ذاكرة الانسان .. او ما يعتقد الانسان ان ذاكرته قد نسيته .. اعتدل في  جلسته واخذ نفسا عميقا مشبع بالغبار وبقايا التبغ من الليلة الفائتة .. محاولا الاعتماد على ركبتيه في النهوض .. جال في باله خاطر غريب .. تخلص منه بازاحة الورق المكور الذى اعترض  طريقه .. صارت  الشقة مؤخرا مليئة بتلك الكور الصغيرة المنتشرة في كل مكان كفقاقيع الصابون التى كان يلهو بها وهو صغير ..  في طريقه الى غرفته القديمة استرعاه انعاكس صورته في مرآة الحمام مفتوح الباب  .. عاد خطوة واحدة الى الوراء لم تنتظر يده اليسرى اوامر منه  لتتجه الى زر الاضاءة .. وتوقف يتأمل هيئته  المزرية التي صار عليها .. هاتان الحمالتان المعلقتان على كتفه والتى  تحمل على وهن "فانلة مصفرة "  .. وسرواله القصير ذو الاطار المطاطي المرتخي كان بلا شك سيكون قطعة قماش في مطبخ أمه في الايام الغابرة .. تحسس  ترهلات  بطنه التي لا تتناسب مطلقا مع ايام  مجده التى قضاها في صالة سيد البتانوني لألعاب القوى .. شد سرواله القصير الساقط ليتذكر ذلك العضو القابع في اسفل بطنه الذي لم يستخدمه مطلقا الا للتبول .. سند كفه الأيمن على حوض غسيل الوجه واقترب أكثر من المرآة ليتابع تبعثر شعر وجهه .. شعر وجهه الذي لم يكتب له الحياة اكثر من يومين عندما كان أبوه حياً .. اليوم صار شعر وجهه اشبه بحرائش البوص التى كان يقبع فيها والده بالساعات في انتظار ان يهتز غماز صنارته .. يتذكره وهو  يسحبها ببطئ شديد .. ويخلص السمكة التي تجاهد نفسها وتجاهده لتحصل على اخر نفس من الهواء .. ببراعة يسحب الصنارة المعقوفة من فمها .. ويمسكها بين يديه متأملا .. ثم  يرمي بها مرة اخرى في الماء .. ويكلمه دون ان ينظر اليه .. "ده سمك زفر .. أمك بتغلب فيه عشان تنضفه .. وبنخلص عليه يجي نص كيلو لمون وبرضو مبيحوقش " ثم ينظر اليه بنظرة ذات مغزى .." هو كدة السمك زي البني ادم فيه الزفر .. وفيه اللى متفرنج تحب تتفرج على من جماله .. والاتنين ملهمش عازة ..  مبيتاكلوش " .
اغمض عينيه وخرج من الحمام  باتجاه غرفته محاولا اسكات صداع رأسه بلفافة تبغ .. كان  يعرف تفصيل غرفته فلم تذهب يده هذه المرة لاضاءة النور .. ولكنها ذهبت عند طرف سريره ممسكة بعلبة معدنية مستطيلة  في حجم الكف اخرج منها ورقة بيضاء  صغيرة .. بعد ان انكسر مقبض الخزانة المجاورة  لسريره اصبح فتح درجها عن طريق امساك ذلك المسمار امراً بالغ الصعوبة .. ولكن على اية حال فالوصول الى علبة التبغ امر يستحق العناء .. خصوصا عندما ينتابه ذلك الألم  الذي يشبه شد خيط على رأسك باحكام باتجاه طولي  نزولا الى المنطقة ما بين  العينين .. كان يحفظ علبة التبغ في الدرج حتى لا يدخل الهواء الى علبة تبغه العزيزة .. حتى أنه لم يكن يفتح الدرج الا بمقدار ما يسمح لأصبعين بالمرور للعلبة  لإلتقاط مقدار محسوب من الوريقات البنية الإبرية الشكل .. يطوي الورقة البيضاء بيده اليسرى مشكلة تجويفا يتأهب لاحتواء أوراقه الإبرية العزيزة .. يضع فيها ما التقطه اصبعيه من الدرج السحري ثم يسارع لإغلاق الدرج بركبته .. يوزع التبغ على طول الورقة بالتساوي .. ثم يطوي الورقة البيضاء باحتراف مثنيا على نفسه بجملته التى اعتاداها " يا سلام عليك يا ابو الاشراف " يلعق طرفي الورقة بلسانه في شغف .. ثم يدق مؤخرتها مرتين ليتم التأكد من تكدس التبغ في اللفافة .. ثم يضعها في فمه .. يتناول علبة الثقاب ويختار بعشوائية اقرب عود عثر عليه اصبعه .. يضع العود بين العقلتين الوسطيين لاصبعيه السبابة والوسطى .. ثم يحركه بخفة على مشط العلبة الخشن .. يحدث العود شرارة غضب في بادئ الأمر اعتراضا على مصيره  المحتوم .. ثم تذعن رأسه لمصير الاحتراق .. تضئ الغرفة لحظيا بوهج اللهب .. تتحلق باطن يديه في حنو على العود المشتعل ويقرب رأسه من يديه كأنه سيقبلها .. ثم ما تلبث حتى تعتم الغرفة ثانية الا من نقطة حمرا متوهجة في فم أبو الأشراف .. نظر ناحية ضلفتي دولابه .. لم تظهر العتمة صورته وهو يستلم جائزته من ذلك الرجل الأصلع مرتدي النظارات .. لم يكن يرى جملة " شباب الغد يستأثرون بجوائز الدولة للرواية " لم يكن يراها .. ولكنه كان يحفظها عن ظهر قلب .. على الضلفة الأخرى  تذكر نفسه وهو يقول تلك الكلمات التي اختارها بعناية ليظهر مدى معرفته بمؤلفات تولستوي .. وتحت صورته مزهوا بنفسه اقتباس لنيتشة يظهر به مدى اهمية ان يحلق الكاتب بأفكاره في  سماء الأدب متحررا من القيود ..كان يعرف تماما في اعماق مخيلته المظلمة انه لم يقرأ لنيتشة أو تولستوي سوى ما تشدق به أمام مندوبة المجلة الفاتنة .. كان يعرف ذلك بنفس اليقين الذي يعرف به اين  لصقت  صفحتا مجلة الأدب اليوم .

خرج من غرفته متجها الى غرفة أبيه وأمه .. في يوم ما كانت تنقل محتويات هذه الغرفة بحرص .. وربما كانت صديقات أمه وأقاربها يرصون بمرح متعلقاتها .. ربما مشت أمه بدلال بينهم فضحكت صديقاتها ضحكات جعلت أبيه يتنحنح محذرا  من الغرفة المجاورة .. فتتحول الى ضحكات مكتومة فيما بينهن .. بدأ النور يتسلل من ضلفتي الشباك معلنة عن بدء يوم جديد على كل الخلق الا هو .. لم يستطع دخول الغرفة دون ان ينهي سيجارته .. لم يستطع يوما ما أن يشرب سيجارة أمام أوبيه حيين كانا ام ميتين .. أخذ أخر نفس من سيجارته كأنه يقبلها .. نفس طويل بلا انقطاع  حتى امتلأت رئتيه بذلك السخام الملعون كمان كان يصفه عند اخر نفس .. كيف نريد شيئا بشدة في بادئ الأمر وفي نهاية استمتاعنا به يتحول الى محض لعنة .. كان ايضا يوما ما ملاك صغير يضحك الجميع في وجهه ثم أصبح فجأة "ابن كلب مسخم" كما كان يصفه أباه في مشاجراته مع أمه .. هناك بجانب المرآة كان يقف في  تذلل متوسلا أباه أن يسمح له بالخروج مع منير أبو العز .. في مشهد اخر في اخر اليوم وفي نفس المكان كان يقف بملابس متسخة .. وكانت أمه تحول بينه وبين أبيه مدافعة عنه .. بجوار الدولاب كان يقف رافعا يديه في الهواء مواجها الحائط .. كان  يمضي الساعات سارحا في خطوط الدهان الزيتي .. هذه الشروخ هي جبال الهمالايا التى سمع عنها . وهذا الجزء من الطلاء الباهت هي بحيرة البجع التي يراها في مجلة عالم الحيوان .. يظل هكذا لا يعرف كم مضى من الوقت .. حتى تأخذه أمه خفية الى غرفته بعد أن تتأكد أن أباه قد استغرق في النوم .. تضعه في سريره مربتتة عليه ماسحة على وجهه وجسده متمتمة بايات قرآنية متفرقة تبدأ ب "الله الذي لا اله الا هو .."  وتنتهي ب "من الجنة والناس " .

اتجه الى المطبخ ليحتسي فنجان قهوته الصباحية .. دائما كان المطبخ عسلي اللون .. مكسو بالقيشاني الرخيص حتى منتصف حوائطه .. وفي أعالي السقف تتراكم ثلاثون عاما من مخلفات الدهون الشبيهة ببقايا العسل الأسود .. كان يستغرب تشابه تفاصيل مطبخ بيته مع دكان "عم سميحة الفرارجي " الذي قتله ابنه "علي وزة "في ليلة كئيبة محاولا سرقة الايراد اليومي ليدفع ديونه المستحقة لـ "حمادة سوكة " امبراطور الكيف في منطقتهم كما كان يدعوه "علي" .. عجبا كيف أصبح يتذكر تفاصيل صغيرة لا تهمه على الإطلاق .. لماذا أصبح فجأة يتذكر الأموات ؟ .. انتبه الى كنكة القهوة التي كانت تهدده بالفوران المباغت .. صب قهوته بحذر حتى يحافظ على "الوش " وهو ما نجح فيه أخيرا  بعد محاولات يائسة ..
دلف من المطبخ الى الرواق الصغير المفضي الى غرفة الاستقبال .. لم يشأ أن يجلس على الصالون .. ذلك الصالون التى اجتهدت أمه في كسوته بقماش الإبيسون "الغالي" تجديدا لأثاث البيت .. استعدادا لزفافه المنتظر .. حتى وان لم يرتبط بأي فتاة الا  ان أمه كانت دائما " عارفة مصلحته " بهذا الشأن .. ولم يمهلها القدر أن ترى الصالون ولا حتى أن تدرك أنها لأول مرة كانت مخطئة في معرفتها لمصلحة أي أحد على الإطلاق .

اتجه ناحية الصالة  وجلس على مائدة الطعام المستطيلة المغلفة بمفرش  بلاستيكي شفاف  يحمي بدوره  مفرشا اخر مزين بورود حمراء متكررة  في رتابة في طول المفرش  وعرضه ..
اصبحت ذكرى ابيه  وامه تباغته  كثيرا هذه الايام دون معرفة الاسباب .. ما الذي دفعه ان يخرج صندوق أمه المقدس ويلتقط منها وثيقة زواجها .. أهملت عيناه ديباجة طويلة ليرتكز نظره دون وعي على الاسم الذي كان مصدر كل بؤس وشقاء في حياته .. دسوقي محمد عبدالعزيز السلاموني  والاسم الذي طالما اطمأن في حضن صاحبه فاطنة علي عبدالسميع مغاوري .. ربما كان انقطاع وحي الكتابة الذي لازمه مؤخرا هو عقاب إلهي لنسيانه متعمدا هذه الذكريات .. كان يسخر دائما من لوحة موضوعة في مكتب رئيس التحرير موجها انتقاده اللاذع له قائلاً " دوام حال ايه اللى من المحال  يا عزيز أفندي .. ده انت راجل أنتيكة بطربوشك ده " يرد عليه عزيز أفندي بحسرة .. " أنا شعري اللى تحت الطربوش اللى مش عاجبك ده ما ابيضش غير بعد ما عرفت معنى الجملة اللى مش عاجباك دي يا سي أشرف " ثم يتبعها بجملته المعروفة لدى الجميع " حط نكش الفراخ بتاعك اللى انت فرحان بيه  على المكتب هنا ووريني عرض كتافك " كان عزيز أفندي يلتهم مقالة أشرف الجديدة بنهم بعد أن كان الأخير يخرج من مكتبه .. هذه ما قاله له "عبدالصبور الفراش" عندما التقط قلمه الرصاص من خلف أذنيه ليدون حساب مشاريب الاساتذة الكلمنجية .. كمان كان يصفهم .. وهذا  ما كان يدفع أشرف للعبث مع "أبو طربوش" دونما  قيود لأنه يعلم  مقداره عنده .. حسنا كان هذا في الماضي .. الان هو صعلوك مفلس مختبئ في شقة ابيه وأمه  مغلقة النوافذ .. متحسسا دفتر مذكراته الجلدي العتيق  ابتسم في حسرة قائلا : "عرفت قصدك ايه من غير ما شعري يبيض يا أبو طربوش "

في نفس اللحظة كان الملعم شوقي أبو طبل يجلس بجلبابه البلدي وعمته الشهيرة محكمة الربط تزين رأسه  مستمتعا بشمس التاسعة ..يضع قدمه اليمنى على اليسرى في شموخ  .. يهز الخاتم في يده اليمنى ليشمر الكم عن ساعده الأيمن  كلما مرت امامه صبية في عمر ابنته نرجس ذاهبة الى المدرسة .. حينما نظر كل أهل الحارة فجأة الى منزل المعلم شوقي إثر سماعهم لصوت عيار ناري قادم من شقة دسوقى أفندي في الدور الثاني .. بدفعة بسيطة من كتف المعلم شوقي أذعنت ضلفتا الباب .. فتوافد أهل الحارة وامتلأت بهم الصالة ودرجات السلم .. كلهم كانو ينظرون إلى الاستاذ أشرف السلاموني وقد خنق نفسه بخيط الصيد ..  وحفرة بارزة بقطر 9 ملم  في صورة معلقة على الحائط .. كرجل عليم بمجريات الأمور صرف المعلم شوقي أهل الحارة قائلا " يلا كل حي يروح لحاله .. مفيش حاجة للفرجة .. حارة بنت كلب متتلمش غير في المصايب " .

بعد عدة ساعات رحل رجال قلم البحث الجنائي .. نزل رجل ذو هيبة من عمارة المعلم شوقي  يجر ورائه العديد .. مشددا على " سيد العطار " انه لابد  له من أن يسرع ليسلم التقرير ل " محمد بيه رأفت"  في مكتبه دونما  تأخير .. 

في اليوم التالي نشرت صحيفة أخبار اليوم خبرا في الصفحة الأولى فوق إعلان سيارات الكاديلاك باقتضاب ..( لغز مقتل الأديب الشاب .. البقية ص 12 )  وفي صفحة 12 بعد خبر تحطم الطائرة الخاصة التى كانت تقل لاعبي فريق مانشستر يونايتد الانجليزي .. ظهر خبر انتحار اديب الشباب أشرف السلاموني ... الأديب الشاب آثر الانتحار على أن يعيش في بلد تحت الإحتلال الانجليزي الغاشم .


بعد  عدة أسابيع عاد أسم أشرف السلاموني للظهور مجددا  على صفحات الجرائد .. "حصريا نشر مذكرات أشرف السلاموني "

في غرفة ما.. في  بيت  ما .. في حارة ما.. كان ياسر التهامي ذو السادسة عشر ربيعا يقرأ تلك السطور " غضبٌ , كرهٌ , جرحٌ , أسفٌ , ندمٌ , وحدةٌ , حزنٌ , ألمٌ , هو كل ما تبقى لي منك " عندما باغته أبيه بفتح باب الغرفة ... انت لسة "يا مسخم يا ابن الكلب " بتضيع وقتك في الهباب اللى بتقراه ده .. طول ما الهانم مدلعاك كدة عمرك ما هتنفع يا ابن ال.. يا .. يا ... .. لم يعد يسمع شيئا تحت وسادته ..  (انتهت )




Sunday, December 16, 2012

الاسلام المجرد ليس هو الحل

بسم الله الرحمن الرحيم


البرازيل 
 الهدف : التخلص من الديون الدولية - التخلص من تحكمات البنك الدولي
           النتيحة : نجاح  باهر .. تقدم جعلها في الدول العشر الكبرى 

 ماليزيا 
 الهدف : تحويل الدولة من اقتصاد قائم على النظام الزراعي الى نظام قائم على النظام الصناعى  خاصة في مجال المنتجات الالكترونية
            النتيجة ... نجاح باهر .. نمو مستمر

 تركيا
الهدف : التخلص من الديون الدولية - تحرير  للاقتصاد - سوق  حرة مشتركة بحكم الموقع الجغرافي المتميز - الانضمام للاتحاد الاوروبي 
النتيجة : نجاح باهر - نمو مستمر - في الدول العشرين الكبرى 

مصر 
الهدف : الخلافة الاسلامية  واستاذية العالم 
النتيجة : فشل ملحوظ - عضو معتكف في العشرة الاواخر من رمضان 

Friday, December 14, 2012

غريب في بلاد مش غريبة

بسم  الله الرحمن الرحيم

11-11-2012


في سلم الطائرة 
من الطيارة أبها  كانت عاملة زي الفجوة اللى بتتكون بعد ما بتاخد بولة الجيلاتى او الايس كريم .. وهي مدينة حلوة برضو  زي الايس كريم .. بس بعد ما تاخد عليها .. بعض المعلومات الويكيبيدية  عن أبها هتقلك  انها  على ارتفاع 2100 متر .. يعني 2 كيلو فوق سطح البحر .. وده بيترب عليه ان كمية الأكسجين  هنا  قليلة  والضغط  منخفض وده بيخلى الحاجة  تاخد وقت كتير عشان تغلي لأن نقطة الغليان بتاعت المية بتختلف  باختلاف الضغط ... هيا عند  الضغط الجوي العادي بتبقى 100 درجة سليزيوس بس لما بيزيد الارتفاع  عن  سطح البحر بيقل الضغط الجوي  وبتقل  كتلة الهواء وبالتالى تقل  كثافته .. من الاخر  عشان  تسلق  بيضة ولا بطاطساية  هتاخد وقت اكتر شوية ...

فوق الجبال 
 نتيجة  برضو  ان  أبها منطقة جبلية .. فالطرق  هنا  مرتفعة أوي يعني  في  طرق  مجرد المشي فيها  بتنهج من كتر ما بتطلع .. ولما بتنزل بتحس  انك هتنكفي على وشك .. العربيات  بتعاني  عشان تطلع  المرتفعات دي كلها .. واغلب العربيات الفرامل بتاعتها  بتصفر من كتر استهلاكها .. بس المرتفعات في الحالة دي فيها ميزة عشان بتخلى العربيات تمشي بالراحة .. اخرهم هنا 80 مثلا  لانه مش  هيلحق  يجري بالعربية لأنه يا اما هيلاقى مطلع  جامد او منزل جامد مش هيلحق  يجري :D
 نتيجة تانية ان ابها منطقة جبلية .. فالبناء  هنا  غالي والأرض  برضو  غالية وبالتالى العقارات  غالية .. في  مصر  عشان نبني  عمارة عايزلك  بلدوزر يشيل حبة  طينة وتسحب  حبة مياه جوفية  وهب  تاني يوم تبني ... انما هنا بتحفر  في  صخر .. صخر  حقيقي .. يعني مش حبة رمل في وسطيهم صخر ... بتقعد كذا  يوم وتحفر بالدقاق النيوماتيك (الهوائي) وتنقل الصخر باللوري... موضوع متعب ومكلف  اوي ..

طعم البيوت
الغريب  هنا انهم مبيعملوش  بلكونات  .. تقريبا  عشان المجتمع منغلق فمبيحبوش يعملوا بلكونات  يقفوا فيها .. بس  الأغرب  انهم بيحطوا حديد على الشباببيك  حتى لو كانت في الدور الرابع ... الموضوع ده بيحسسني  انى في  سجن  .. تخيل  انك  تفتح الشباك الصبح  عشان  تشم  هوا الاكسجين فيه  قليل أصلا وبرضو متعرفش  تخرج  راسك برة الشباك .. البيوت  هنا  سجن  حقيقي .. بس سألت في الموضوع ده قالولي بيخافوا على العيال الصغيرة لا تقع  ..  بس الجميل  ان البيوت منظمة وكلها محددة الارتفاع  مفيش بيت بيزيد ارتفاعه على أربع  أدوار .. بس كل البيوت بيبقى حواليها  أسوار  مرتفعة اقل  سور فيهم بيبقى 3 متر .. البيوت  عاملة زي القلاع المحصنة .. محدش هنا يعرف  حاجة عن التاني .. انا محبش  انى اعيش  حياتى كدة .. انا  راجل  عشري  وبحب العشرة والاختلاط بالناس .. حياة العزلة  دي متناسبنيش ... اه الواحد هنا مرتاح من الموتسيكلات والتكاتك والأغاني الشعبي  والكلاب البلدي والشتايم العلني اللى في الشوارع في مصر .. بس  برضو اللمة والدوشة والهيصة دي بتحسسك بالألفة والأمان ... انا  كنت مخنوق  جدا من الموضوع ده .. بس انت متعرفش الدفء غير لما  تختبر البرودة ... مصر  بحلوها ومرها  مناسبة  ليا وانا مناسب  ليها .. مش عايز اعيش غريب في  بلاد كل الناس اللى فيها من بلاد  تانية .. وأهلها  مغيبين  مش  فارق معاهم حاجة .. مفيش  ثقافة مفيش  حضارة .. مفيش ود ومفيش عشرة .. مفيش حتى حد بيقول نكت وان  قلت  انت  نكتة محدش  هيفهمها .. محدش بيقول صباح الفل .. في ناس بتنبسط من الجتمعات اللى في حالها دي .. بس انا مش طول الوقت هعيش في منتجع صحي يعني .. مش  هتعرف  تقول   لهندي انت بتقلش  قلش  رخيص .. ومين  هيفهمك  لو قلتلو لا يا عم  فاكس الحوار ده ... 

أكل العيش .. من غير حرية .. ولا عدالة اجتماعية .. ولكن فيه كرامة انسانية
خلال  10 سنين  تقريبا  متغيرتش  اسعار السلع الاساسية على الاطلاق  زي الخبز والزيت والسكر والارز البسمتى الذى  يعد  سلعة اساسية  في  السعودية .. زاد  سعر الوجبات  السريعة  زيادة  طفيفة  جدا جدا  لا  تقارن بال 10 سنوات .. عندما اتحدث عن رفاهية السعوديين  يتبادر الى الذهن البيوت الفخمة والسيارات الفارهة وأكل بكميات كبيرة  يرمى في القمامة .. لكن الرفاهية عندى ان يعيش السعودي الفقير حياة كريمة .. هذا هو مقياس الرفاهية الحقيقى .. قوة اقتصاد الدولة  تعرف بمؤشرات من ضمنها   ثبات سعر السلع الاساسية على المدى الطويل .. احكام قبضتها على ممارسات البيع والشراء السوقية.. مع ضمان جعله سوق حر ..( بس الخدمات الاساسية مملوكة للعيلة المالكة ومن صادقهم من رجال الاعمال .. بس ده هيفرق ايه مع الشعب ؟) .. وثبات  سعر صرف عملتها أمام الدولار واليورو .. والأهم من ذلك رعايتها لمواطنيها  عبر منظومة ناجحة للضمان الاجتماعي .. وبالتأكيد أنهم يحسبون ليوم ينضب فيه  النفط حسابا  شديدا ويعدون لهذا اليوم العدة .. وإلا يبقوا ظلموا  نفسهم ظلما شديدا 

الأســــواق
نشاط الاسواق هنا غريب مريب .. لا  تفتح المحلات من الصباح الباكر  كما الحال في مصر ولكن انشطهم يفتح  في العاشرة  ومعظم الانشطة تفتح بعد الظهر .. والاغلب  يفتح  بعد العصر .. استغرب  كيف يكون اي  نشاط مربح في  ظل فترات الاغلاق الكثيرة التى  تقوم بها المحلات التجارية .. علما بأن نمط الحياة السعودي  عموما  نمط انعزالي فنادرا ما تجدا محلا تجاريا يفتح الى الساعة الحادية  عشرة  مساءاً .. لا توجد مقاهي الا فيما ندر .. والكافيتريات تعد على الأصابع .. بالطبع الأمر في  جدة والرياض أشمل وأوسع .. وديسكوهات المنطقة الشرقية معروفة ... لكن ما يحدث في ابها  يمكن تعميمه على  أغلب  مدن السعودية .. عدا الرياض وجدة .. فلقد ارتضى الحكام  ان تصبح الرياض وجدة بهذا النمط حيث أنها  معقل للعديد من الجاليات الأجنبية الأوروبية .. ولكن مهما وصل الحال  في الرياض وجدة فلن يصل الى الوضع كما الحال في دبي  مثلا .. فاخر ما يريده الحكام هنا  ان يكون لديهم دبي أخرى .. وهو فيما  يظهر يعانون ايما معاناة في محاولة الحفاظ على النمط المعيشي السعودي الذى طالما تميزوا به وحاولو  تصديره للعديد من الدول المجاورة .. ولكن ما يميز الأسواق هنا هي  وحدة النشاط  .. فمثلا تجد تجار الأسماك يتجمعون في منطقة واحدة  تخصم ومن شذ منهم فسيعاني  ضعف الاقبال .. وكذا  باقى النشاطات .. فحيثما  ذهبت  تجد صالون للحلاقة  يجاوره 4 او خمس  صالونات للحلاقة .. اذا وجدت  بقالة  كبرى تجد أمامها  في الجهة المقابلة بقالة  لا تقل  عنها حجما .. في هذه التجمعات ميزات وعيوب .. الميزة  هي التنافسية التى يستفيد منها المستهلك في المقام الأول .. أيضا  الحفاظ على  ثبات الأسعار  .. الشرطة هنا منتشرة في الاسواق  كما هي الحال في كل مكان .. 

في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها  اسمه 
المساجد  منتشرة في كل مكان .. تغلق  بعد كل صلاة .. لا تفتح طوال اليوم كحال المساجد في مصر ... تهتم الدولة بالمساجد .. وكلها  خاضعة لهيئة مختصة تمدها  بكل  ما يحتاجه المسجد من مؤذنين وأئمة ومصاحف وفرش وصيانة .. كل المساجد  بلا استثناء لديها سجاد جديد حتى يتبادر الى ذهنك انهم يغيرونه كل  سنة على اقل تقدير .. الاذان هنا غريب يفردون فيه التكبير لايثنونه كما الحال في  مصر  .. ولكن عرفت ان هذا موافقا للمذهب الحنبلي التى تسير عليه المملكة في أغلب تشريعاتها  .. ولكنى لم أسمع اذانا  عذبا  حتى الان  كالذى اسمعه في مصر .. المحلات  تغلق عند سماع الاذان وتفتح بعد انتهاء الصلاة ... يلتزم الأئمة بالأوقات التى في الساعة الرقمية بعكس الحال في مصر .. الغريب ان كل المساجد مزودة بمساند للظهر في الصف الأول  .. وافضل المساجد يمتلئ بصفين أو ثلاثة على احسن  تقدير.. والمصلين لا يهتمون بسد الفرج فيما بينهم .. المساجد غير مزخرفة  ولكن ربما  لانعزال الحجاز طوال قرون عن موجات التغير الفني والثقافي  عمدا وعرضا ..  ولكن الجهود المبذولة في توسعة الحرمين  الشريفين لا ينكرها الا جاحد .. ما يقلقني فقط هو ان الناس  صاروا يلتقطون الصور للكعبة ثم للساعة المكية في  برج "وقف  الملك عبدالعزيز".. هل ستصير الساعة معلما بديلا  لمكة دون الكعبة ؟

المواصلات 
مفيش هنا مواصلات  عامة على الاطلاق .. يا اما يبقى  عندك العربية يا اما تمشي .. التاكسيات هنا مش بتشتغل مشاوير قصيرة .. وهي في العموم غالية جدا مشوار ميتعداش 10 دقايق من المطار لوسط المدينة بيطلبوا فيه 60 ريال .. ده دفع المجتمع لتطبيق مبدأ ال carpooling  يعني  تشاور لأي عربية ماشية في الشارع  ولو رايح الحتة اللى انت رايحها  هيوصلك ... أغلبهم بياخد فلوس  حتى لو كان سعودي وراكب فورد اكسبلورر لا وممكن يطمع فيك  كمان  ويطلب اكتر .. مع ان البنزين هنا ببلاش تقريبا بالنسبة للسعوديين .. يعني لتر البنزين 91 أوكتان ب 45 هللة .. ولتر البنزين 95 أوكتان ب 65 هللة .. و ده طبيعي كدولة منتجة بس الدولة بتدعم اسعار المحروقات عموما 

خلال  10 سنين .. السعودية  متغيرتش باختلاف المدن واختلاف الزمن السعودية ثابتة ظاهريا .. بس  باطنيا  الأمراض المجتمعية  استشرت  أوي  .. والدعارة الرقمية  بقت  ظاهرة تدعو للحيرة

Monday, December 10, 2012

ضيعت مستقبل حياتي


بسم الله الرحمن الرحيم 

من أفضل ما غنت ريما خشيش مع فرقة سيد درويش ... للشاعر المشهور جدا جدا يونس القاضي .. والذي لن أورد أي معلومات عنه هنا لئلا ينتقص حقه بمطالعة سريعة 

نصائح :
  • الأغنية طويلة  نسبيا(14 دقيقة) لغير المستعدين لمثل هذه النوعية من الأغاني حيث تتشابك المقامات وتتصاعد الأدوار .. اذا لم تسمع هذا اللون قبلا .. فأدعوك لتدخل الى هذا العالم بهذا العمل الرائع .. وقد عملت ريما خشيش  جاهدة على دفع الملل عن السامعين .. 
  • يفضل ان تستخدم سماعات الأذن من أجل نتيجة أفضل 
  • يفضل ألا تكون مشغولا بالقراءة او بأي نشاط اخر من شأنه تبديد تركيز عن السماع 




الكلمات :


ضيعت مستقبل حياتى فى هواك … وازداد على اللوم وكتر البغددة

حتى العوازل قصدهم دايما جفاك … وانا ضعيف ما اقدرش احمل كل ده

ان كان جفاك يرضى علاك وانا ف حماك … عفو الحبيب ما يكونش أحسن من كده

علمتنى يا نور عيونى الامتثال … واحتار دليلى بين تيهك والجوى

كنت افتكر حبك يزودنى كمال … خيبت ظنى والهوى ما جاش سوا

تبقى سبب كل التعب وتزيد غضب … ده اللى انكتب فوق الجبين مالوش دوا


البستان

بسم الله الرحمن الرحيم 

مجموعة  قصصية من أروع ما يكون .. كتبها خبير بالنفس البشرية .. عالم بالكائنات الحيوانية .. دقيق الملاحظة لمملكة النبات الخفية .. متبحر في المفردات اللغوية الشرقية منها والغربية  .

محمد المخزنجي يصحبك الى متجر الأقمشة الخاص به .. يبهرك كل مرة بقطعة قماش مختلفة الملمس والغرض ، ولكنها تتفق في أنها منسوجة  بدقة ومهارة .. وعندما يتأكد من انبهارك ومدى رضاك عن بضاعته .. ينظر لك بوجهه الذى لا يخلو من مسحة انثوية تميزه وبسمة رائقة  ترتسم على وجهه بأريحية .. فيخرج لك اخر قطعة لديه .. قطعة يتأكد من أنها ستحوز غاية  رضاك .. انها البستان .. اخر جزء في الباراسيكلوجات  ومنها ارتضت باقى القصص لتمثلها في الاسم والمغزى .. فانت بحق تسرح في بستان كبير يحوى ستى ألوان القصص والحكي... فتجد نفسك طوعا  تعيد قراءة  مجموعته مرة أخرى ولكن هذه المرة بذهن يأبى الا ان يكون أكثر  صفاءاً .

تنقسم مجموعته الى 3 أقسام ( فيزيقيات) و (سيكولوجيات) و (باراسيكولوجيات) وحقا ستجد صعوبة كبيرة في  تفضيل اي من اعماله فهي لا تقارن ببعضها ولا باي اسلوب  قصصي اخر ...

حقا تستحق هذه المجموعة  جائزة أفضل مجموعة قصصية  عام 1991 .. وتستحق نجومي الخمس 

Thursday, December 6, 2012

ما أطيب - بشار زرقان

بسم الله الرحمن الرحيم 



ما أطيب ما بتنا معاً في بردي ... إذ لاصق خده اعتناقاً خدي
حتى رشحت من عرق وجنته ... لازال نصيبي منه ماء الورد

أهوى رشأً رُشيق القد حلي .. قد حكّمه الغرام و الوجد علي
ان قلت خذ الروح يقلي عجبا .. الروح عندنا فهات من عندك شي

ما بال وقاري فيك قد اصبح طيش ... والله لقد هزمت من صبري جيش
بالله متى يكون الوصل متى .. يا عيش محب تصليه يا عيش

قد راح رسولي وكما راح اتى .. بالله متى نقضتم العهد متى
ما ذا ظنى بكم .. ولا ذا أملى .. قد أدرك فيّ سؤله من شمت
* من أشعار ابن الفارض ... غناء بشار زرقان 

Tuesday, December 4, 2012

شهيق .. زفير

بسم الله الرحمن الرحيم 

تحسست أسفل بطنها إثر ألم حاد .. ولم تفلح في ايقاف السائل الذى يخرج منها .. دائما ما تحس باحراج شديد اثر خروجه .. صار الألم يتزايد في الفترة الأخير  ولم تكن هناك نية ليفي بوعوده في  أن يخف أو أن يرحل.

 شهيق .. زفير .. هؤلاء النصابين في مركز تأهيل الحوامل  لا يعرفون شيئا .. تباً للرجال .. هل جرب أحدهم أن يربط بطيخة على بطنه لخمسة أشهر .. هؤلاء الأوغاد وابتساماتهم الصفراء وأدراج نقودهم الممتلئة .. لمحت بعينيها  طبيبا  شابا حديث التعيين يقف  في طرف الردهة المنتهية ببابين أخضرين شاحبين كبيرين يفتحان في كلا الاتجاهين وليس  لهما مقابض .. عرفت ذلك من تحسسه كل فترة على السماعات التى يعلقها .. تنظر في الاتجاه الاخر وتجد ذراعين مزخرفتين بعروق نافرة يكسوهما الشعر الكثيف  تنتهي  بأصابع ضخمة تتحسس شاشة بلاستيكية  في اهتمام بالغ .. ليتني ما أهديته اياه في ذكرى زواجنا .. أه من تلك الذكرى .. ولكن كيف كنت سأتخلص من تعليقات أمه لي التى لا تأتي بخيرأبدا ًعندما أهداني تلك السلسة الجميلة؟ .

 شهيق زفير  .. شهيق  زفير .. صرخة لا إرادية فشلت يد متعبة في اسكاتها يد تعاطفت مع يد اخرى تسند أسفل ظهرها .. لم تصرف انتباهه عن تلك اللعبة السخيفة .. من الذى يستمتع برمي عصافير صغيرة على صناديق خشبية لنكسرها ونقتل الخنازير التى بداخلها .. وكيف أصبحت الخنازير فجأة تحب البيض .. وهل بيض تلك العصافيرالصغيرة كافٍ لإشباع هذه الخنازير .. ولم لا تبيض هذه الطيور بيضا اخر  غداً وتنسى الأمر برمته .. شهيق زفير ..

 شهيق .. زفير .. تأوه اخر جعل ممرضتين عابرتين تنظر اليها بازدراء وربما لمظت احداهن شفتاها غير مكترثة بما تعاني .. لمحت  من بعيد حركة فجائية عند الباب الزجاجي في مدخل البهو  الذي لا يصلح الا لفندق فخم   .. ولكنها تذكرت أن هذا البهو بالذات هو ما دفعها في المقام الأول لتحجز غرفة للولادة في هذه المستشفى واطلالة الغرفة البانورامية على تلك النافورة الجميلة حتما ستسعد وليدها المنتظر .. فجأة اندفع سرير يدفعه اثنين من المسعفين بينما انهمكت الممرضتان العدائيتان في تعليق كيس المحاليل والأخرى  ساعدتها في  توصيل  بعض الخراطيم في حلق ذلك المسكين المغرق بالدماء .. هب الطبيب الشاب في حماس ليساعد طبيب الطوارئ الذى بدا رابط الجأش  معلقا  نظره على جميلة تحاول التغلب على صعوبة الجري في كعبيها العاليين وتنورتها الضيقة القصيرة .. لفت انتباهه تلك الوشوم التى تظهر على أسفل ظهرها كلما  انحنت لالتقاط اغراضها أو أغراضاً مضرجة بالدماء والوحل .. لا يتطلب الأمر ذكاءا ليعرف انها للمصاب .. في حركة ذات مغزى امسك بذراعيها محاولا طمئنتها وترك الطبيب الشاب يلاحق الممرضات حتى وصلا الى اخر الردهة ... استفسر منها عن معلومات بسيطة مثل اسمه وعمره وهل يتعاطى انواعا من مخدرات سردها كخبير .. وكانت ترد  بايجاب  المذهولة.. محيطا هوا بذراعها الأيسر الموشوم هوا الاخر بصورة تنين يقبض حمامة بمخالبه ..

اثناء مرورهم عليها .. لم تستطيع ان تطيل النظر حين فاجأتها هذه المرة صرخة لم تعهدها قبلا  .. لم تكترث هذه المرة للحرج الذي  يرافقها او لأنهار السائل التى تفيض على الكرسي من تحتها.. او الانقباضات المتتابعة الشبيهة بأداة الحفر الهوائية المزعجة التى يستخدمها العمال في حيهم الجديد المنتقلين اليه حديثا ... سمعت أحدهم يأمر ممرضتين في حزم أنه قد حان الوقت .. لم تتبين صوته وان كان مألوفا .. كل ما كانت تفكر فيه الان هو ساحر ما  من العصور الوسطى يخرج من بين صفحات تلك المجموعة القصصية الشهيرة التى يتوسط غلافها صورة لشاب بنظارات دائرية يوجه اليها عصى خشبية سوداء ليتوقف بعدها ذلك الألم المهين .. وضعتها الممرضتان على الكرسي المتنقل ذو الظهر العالي والمسندين المنخفضين .. دافعاها الى المصعد الواسع المكسو بألواح مطلية بطبقة نحاسية توحي بالفخامة .. ولكن باغتتها للحظات  صورة العصافير الزرقاء التى تنقسم الى ثلاث لتقتل اخر خنزير فوق التلة .. فما كان من زوجها الا ان دس الهاتف النقال في جيبه في عجل واشاح عيناه الخجلتين في سقف المصعد ..

تدخل غرفتها ذات الزجاج البانورامي والمطلة على نافورة ضخمة .. لطالما أحبت المنظر .. ولكن ليس الان ..عندها  دخل طبيب شاب رياضي البنية منهمكا في ارتداء قفازاته .. فارجعت الممرضتان ظهر الكرسي الى الوراء ورفعتا بالتزامن مسندين صغيرين عند منتصف قدميها وربطتاهما فيهما  على عجل  .. وسط انزعاج من الزوج القى الطبيب نظرة سريعة .. وتمتم ببعض الاسماء اللاتينية ملحقا  اياها بجرعات تختلف في الكمية وتتشابه في وحدة الملي جرام ..  اعادت الممرضتان دفعها  لغرفة مجاورة في اخر الرواق لها بابين كبيرين بلا مقابض يفتح في كلا الاتجاهين ولكن هذه المرة كان لونه وردي مبهج متناغماً مع اللون الزهري المشبع بصور القطط الصغيرة الذي يؤطر كامل الرواق المؤدي لهذه الغرفة كانت هذه اخر صورة استطاعت ان تلتقطها عيناها المستسلمتين لتأثير المخدر .. رأت ينابيع دماء تنفجر من الارض .. نسوة يركضن في اتجاهات مختلفة .. تمسك هي ببطيخة كبيرة .. ثقيلة .. ولكنها ترى أمامها ظلا هائلا يتسع سواده على الأرض التى عجزت عن طيها بالسرعة الكافية .. التفتت  خلفها ووجدت مخالباً  كبيرة  تهبط عليها  بسرعة .. حينها احست بيد دافئة لا تخلو من بقايا عرَقٍ وأصابع ضخمة وشعر كثيف .. تقبض على يديها ..و تربت في حنان .. رفعت عينها  ورأت عينين تملؤهما القلق .. أحست باضطراب شفتيه حين قبّل وجنتها وفي حمد لله على السلامة التى همس بها .. رؤية الطبيب يضرب مؤخرة صغيرها أنساها ذلك الوجع الرهيب في رأسها .. عندما  سمعت صراخاً منزعجاً يطلب الرحمة .. ارتسمت ابتسامة متعبة على وجهها الشاحب .. ثبتت الممرضة  بحرفية الحبل السري بكلابة لتغلق طرفيه  وقصت ما بينهما  لتخلص هذا الصغير من أثاث بيت لازمه 9 أشهر .. وضعته على الميزان ونظرت الى الطبيب  فبادلها بنظرة اعتادت عليها ...لفته بقطعة قماش قطنية .. التى اندس بدورها في قطعة اخرى موشاة بصور لحيوانات بلون سماء الصيف في الساحل الشمالي.. قربته من صدرها فسكت  صراخه ..فتحسست رأسه الصغيرة واغرورقت عيناها .. اخذته الممرضة  وقطعت اسوارا أزرقا الى نصفين لفت أحدهما  حول معصمه .. واخر عند قدمه  الصغيرة ذات اللون الوردي الرقيق ... وضعته في  صندوق شفاف له فتحتين دائريتين  وخرجت به من الغرفة .. استمتعت بقلق زوجها حين قالت لها الممرضة الاخرى ... شهيق  زفير 

Friday, November 30, 2012

مولاي

بسم الله الرحمن الرحيم 

مولاي لي من العمل ما تعلم .. ولي من الذنوب ماعلمت وما لا أعلم .. ولكن من الأعمال ما هو موجب لعقوبتي .. فاحنن علي تكرما وتفضلا .. ان كان نفع الملوك وانت ملكهم من عقاب عبيدهم وانا حقيرهم ... تأديبهم .. فلقد علمت جريمتي .. فرحمتك أرجو يا ذا العطاء ... ولإحسانك أصبو يا ذا السخاء ... ربي .. هل من فيض يروي عطشا ألم بي .. فبغير ندى الندى تصير أرضي بورا ... وأصبح عند لقاءك يا جبار .. مذموما محسورا

Thursday, November 29, 2012

العرافة

بسم الله الرحمن الرحيم 

كانت يديها البنيتين المجعدتين المملوءتين بأصداف بحر غريبة .. وطريقة رسمها لبعض الخطوط في الرمال تشي بأنها متمرسة في عملها وليست ممن يجلن بالجوار يدعين معرفة الطالع ... تلك اللمعة في مقلتيها وانسدال حاجبيها بين عينيها في عناق يشبه عناق الإوز في البحيرة المجاورة .. اشعرتني بالخطر المحدق .. أو لعلها تتظاهر بذلك طمعاً في المزيد من المال .. تبا ً!! .. الا تعرف انى قبلة للعرافات .. انا بالنسبة لهن كبئر للأمانى يرمي فيه العشاق عملاتهم النقدية .. ألا تعرف انهن يختبرن قدراتهن عبر قراءة طالعي .. انها ولا شك ... قطعت تفكيري بصوتها المتحشرج قائلة : يا مسكين .. انت رجل تهاب النساء ... تحاشت النظر في عيني .. ولملمت أصدافها مبتعدة .. وتركتني حائرا .. انقل عيناي بين أسطر الجريدة محاولا اخفاء قلقي .. ولكن حتى هاتين الإوزتين كانتا على يقين بأن تلك العجوز محقة فيما قالت . (انتهت)

Sunday, November 25, 2012

عبقرية عثمان رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم 


قرأت بحمد لله  "عبقرية عثمان " للعبقري  عباس محمود  العقاد من  منشورات المكتبة العصرية صيدا - بيروت .. العقاد يروي سيرة عثمان رضي الله عنه   بشكل من التحيز لعثمان .. وهو تحيز محمود عندي وعند المنصفين لهذا الامام المظلوم ... ظلم أولا لمجيئه بعد قامتين  مثل أبى  بكر  وعمر .. وثانيا لانتسابه لبيت بني أمية .. وستعرف مدى الخلاف  بين بيت بني أمية وبيت بني  هاشم .. وقد ألف المقريزي كتابا  كاملا  لاستيفاء  جذور هذا الخلاف وتطوره .. وظلم ثالثا  لتغير  حال الدولة الاسلامية في عهده وتطورها الطبيعي من نظام حكم الخلافة الى نظام الحكم الملكي ... يفند العقاد التهم التى الصقت بعثمان ويرد منطقيا  على الشبهات التى اثيرت في  عهده .. خصوصا  وان التاريخ  كتب في هذه الفترة بشئ من الظلم والادعاء .. فالوصول  لحقيقة الامر في هذه الظروف  صعبة  شاقة .. وتطلب اكثر من البحث  في  أمهات كتب التاريخ والسيرة  كابن  هشام والطبري .. تكشفت  لي  حقائق  كثيرة  وافقت  ظنوني  في  كثير من الاحيان .. واضاف لي الكتاب معلومات  كثيرة لم أكن اعرفها قبلا ... الكتاب  مفيد  وثري  ودسم .. ولكن عليك أن تتهيأ  لأسلوب العقاد الثري  بالألفاظ والصور والتشبيهات .. ولكن أكاد أجزم أنك ستستتع  حقا  وستستفيد  عند قراءتك لهذا الكتاب  ... لتعرف حقائق عن فترة من أهم فترات التحول  في التاريخ الاسلامي 

Thursday, November 1, 2012

رواية عزازيل


بسم الله الرحمن الرحيم 
15-أكتوبر -2012
قرأت بحمد الله ومنه وكرمه الطبعة الرابعة والعشرون لرواية عزازيل المثيرة للجدل الصادرة عن دار الشروق لعام 2012 .. الجدل الذى اثارته الرواية جاء للعديد من الاسباب .. ولكن لتستمتع بالاسلوب الادبي للرواية عليك ان تقرأها بعيدا عن الاشكاليات والملاحظات التى تعرضت لها الرواية . وسأحاول بقدر الامكان سرد التلخيص دون المساس بنقاط تغير الاحداث في الرواية


الرواية مكتوبة في حوالى 450 صفحة من القطع الصغير مقسمة الى ثلاثين "فصلاً" او رِقاً ان صح التعبير .. تشعرك المقدمة التى كتبها زيدان بجدية ما ستقبل عليه .. وهنا اطلب منك ان تقرأ الرواية باعمالك لعقلك في ما يكتب .. هذه اصلا رسالة زيدان .. زيدان يدعو دائما لإعادة كتابة التاريخ بطريقة محايدة ونظرة ناقدة .. ستذهلك مثلا اراء زيدان عن صلاح الدين الأيوبي وابحث في الانترنت عن ارائه المثيرة دائما للجدل .. سيدهشك ما ستجده


يستغل زيدان مهنته كمحقق للوثائق في اقناعك بأن أحداث هذه الرواية حقيقية لأنه اطلع عليها في مخطوطات وجدت بجانب دير في حلب منذ عشر سنوات من تاريخ كتابته للمقدمة في 2004 .. وهذا من ضمن اسباب الجدل المثيرة التى تحاصر الرواية .. وربما ذكر زيدان ذلك متعمدا لافتعال هذه الحالة من الجدل

يكتب زيدان في بداية الرواية اهداء الى ابنته اية قائلا :(( الى آية تلك ابنتى ، آيتى، التى لم تُجعل للعالمين )) ثم يتبعها في الصفحة التالية حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: ((لكل امرئٍ شيطانه، حتى أنا، غير أن الله أعانني عليه فأسلم ..)) رواه البخاري بلفظ قريب .. ظني أنه أورد هذا الحديث حتى يقول ان علم الحديث ليس حكرا ً على رجال الدين وحدهم .. وهوا جدل آخر زجت الرواية نفسها به بسبب زيدان المشاكس لكل من معسكر المسلمين السلفيين .. ومعسكر النصارى (المسيحيين) ومعسكر القوميين ومعسكر الإخوان .. هو يحارب على كل الجبهات .. حسناً لن أدع الكاتب يؤثر على سردي لتلخيص الرواية

مقدمة زيدان مهمة .. وجذبت انتباهي شخصيا بالرغم من انى لا أحبذ ان اقرأ مقدمات الكتب او التراجم لأنها "تحرق " احداث الكتاب او الرواية .. لكن هذه المقدمة هي بمثابة المواثيق او الاغلال التى ستقيدك طيلة قراءتك للكتاب .. فلا تنخدع بها :) .. ما اعتقده ان هذه الرواية تحكي احداثا حقيقية حدثت في التاريخ القديم في القرن الرابع الميلادي .. وقد يكون استند فعلا على مخطوطات .. ولكنه لم يجد مخطوطات كتبها راهب يدعى هيبا .. خصوصا وانه لا يوجد راهب بهذا الاسم ولكنها حيلة يوسف زيدان ليروي لك احداث الرواية دون ان تتأثر بتضارب المصادر التاريخية .. واطنه نجح في ذلك تقول المقدمة : 
" يضمُّ هذا الكتابُ الذى أَوْصيتُ أن يُنشر بعد وفاتى، ترجمةً أمينةً قَدْرَ المستطاع لمجموعة اللفائف التى اكتُشفتْ قبل عشر سنوات بالخرائب الأثرية الواقعة إلى جهة الشمال الغربى من مدينة حلب السورية ... وقد وصلتنا بما عليها من كتابات سُريانية قديمة في حالةٍ جيدةٍ، نادراً ما نجد مثيلاً لها، مع أنها كُتبت في النصف الأول من القرن الخامس الميلادى...محفوظة في صندوق خشبى، محكم الإغلاق، أودع فيه الراهبُ المصرىُّ الأصل هيبا مادوَّنه من سيرةٍ عجيبة وتأريخٍ غير مقصود لوقائع حياته القَلِقة، وتقلُّبات زمانه المضطرب.. "


بعد المقدمة تبدأ احداث الرواية .. في 27 سبتمبر 431 ميلاديا .. يمهد بذلك زيدان دون ان تدرك اركان الرواية .. كان هذا الزمان .. أما المكان فهو صومعة بأحد الأديرة بحلب .. والذى لا يقرأ هذه الرواية بالتركيز المطلوب سيتشتت ذهنه بين الأماكن التى تردد عليها هيبا .. فهو جاء من اسوان .. ثم ذهب الى اخميم بسوهاج ليدرس اللاهوت ( وهي في الاصل مسقط رأس زيدان ) ثم يذهب الى الاسكندرية ليلتقى بأوكتافيا الجميلة ويحدث بينهم ما يحدث .. ثم يشهد مصرع هيبا تيا .. ولهذا الحدث تأثير كبير في احداث الرواية .. ثم يذهب الى الاردن ثم الى حلب في سوريا .. وستستمتع مع وصف زيدان الممتع لترحال هيبا .. يحب زيدان وصف السفر ..وقد ظهر ذلك بروعة في روايته النبطي .. 
يحب زيدان ايضا ان يكون بطل الرواية طبيبا .. يعتقد زيدان ان الطب مهنة سامية تؤثر في طريقة حياة وتفكير ممتهنيها .. كان النبطي مداويا وكذلك هيبا .. يستعرض زيدان بحرفية بعض الأمراض الشائعة وبعض مسميات للأعشاب ليظهر براعته في النبش في المخطوطات ..
أنا حقا لن أستطيع تلخيص هذه الرواية بالذات .. فهى عامرة بالأحداث والمفردات والأساليب .. يجب عليك حقا قراءتها .. وان لم تقرأ ليوسف زيدان قبلا .. فهذه الرواية مدخلا جيدا لعالمه .









امبارح كان عمرى 24

بسم الله الرحمن الرحيم 

انا الان اعيش اسوأ فترة في حياتى فكيف تريدني ان استمتع بها؟ !! .. دعواتك لي بألف سنة طيبة لا تجدي .. لا فائدة منها .. لا تحاول حتى

السنة المنصرمة كانت طويلة ومليئة بالاحداث الشخصية والقومية بما يكفي كي لا أرجو ان يتمنى لي أحد .. أي أحد مهما كان  .. عاماً طيبا

ولكن لن أنقطع يوماً عن الأمل .. او التفكير في الانتحار .. وهكذا تسير الحياة .. مأساة خلف مأساة ... ربما كان الأصل في الحياة هو التعاسة وتتحقق السعادة بانتهائها .. ولكن بانتهائها كما يريد خالقها ... اللهم اخرجنا منها  مخرج  صدق فلقد زاد الهم وعظم الغم وليس سواك يدري بالحال 

Tuesday, October 23, 2012

عنقود العنب اللى انفرط

بسم الله الرحمن الرحيم



مانيش اخر حبيب يدخل مدينتك
ولا هتكوني يوم اخر حبيبة

دا اللي انكتب مفروط يا عنقود العنب
والي انقرا غنيوة بس قصيرة

مشروخ يا ناي متغنيليش
زعقك وجعني ااااه وانا مكفانيش

ده عنيكي دول مرايات مرسوم انا فيهم 
يا ضايعة الحكايات على اللى انكتب فيهم

Sunday, October 21, 2012

الحمد لله

بسم الله الرحمن الرحيم 

اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله واليك يرجع الأمر كله .. علانيته وسره .. اللهم لك الحمد حين تخفى تدبيرك .. ولك الحمد حين تظهره .. فلك الحمد في كل حال ولك الشكر طاعة وامتثال

اللهم لك الحمد ان دبرت أنت ليك .. فانت المدبر الأحد .. ولا مدبر سواك .. وانا لا احسن التدبير .. وكيف ذلك وانا عبد لك .. عبد لك ايها العليم الخبير 

اللهم انك تعلم ما مر بي فالهمني الصبر يا رب العالمين .. وكن لي ولي الناصرين .. اللهم لا أطلب ذلك من غيرك يا معين .. إياك نعبد واياك نستعين 

 

Wednesday, October 17, 2012

الدنيا والزمن

بسم الله الرحمن الرحيم 

دنيا وزمن - ســـعاد ماسى - الجزائر
اختيارها للكلمات أهم من الألحان .. واختيارها للألحان أهم من الكلمات .. ويبقى صوتها الجميل هوا الحكم بين السلطات :) 

صوتها عذب .. إحساسها صادق .. غناؤها ذو قيمة .. وبهذه الترجمة المصرية لن تقف اللهجة  الجزائرية المحببة  عائقاً أمامك للإستمتاع بهذه المطربة الجميلة 



Monday, October 15, 2012

سهران وحدى

بسم الله الرحمن الرحيم 

مقطع ممتاز اوي اوي  من اغنية سهران وحدى لأم كلثوم بعنوان جزئي "ياللى رضاك أوهام " .. لو مكنتش بتحب أم كلثوم أو حاسس  انها  بترغى  في الاغنية وتعيد وتزيد من غير داعى .. راجع  فكرتك تانى عنها  بعد سماع المقطع ده ... انا بتكلم على الحرفية في التنقل بين المقامات .. ومخارج الحروف الواضحة  التى لا تقبل اللبس .. بتكلم على المهنية والحرفية في الأداء ..  اللى عايز يوصلهم الشاعر(أحمد رامي) اللى ألف الكلمات  والملحن (رياض السنباطى) اللى لحنها  والمؤدي المحترف  (أم كلثوم) اللى غناها .. هوا ده اللى بيسمى الطرب .. وهي دي المتعة .. مش الاسفاف اللى موجود الفترة دي .. حبيبي  نصيبي لهيبي مكاتيبي الخ  بقى من السجع  الفاضى 
كلمات المقطع ده :

ياللى رضاك أوهام ... والسهد فيك أحلام 
ياللى رضاك أوهام ... والسهد فيك أحلام 
 ياللى رضاك أوهام ... والسهد فيك أحلام

حتى الجفا محروم منه .. حتى الجفا محروم منه .. حتى الجفا محروم منه 
ياريتها ياريتها ياريتها داااااامت أيااااااامه
 مقطع موسيقي للإنتقال للمقطع الشعري اللى بعده .. ودي بيبقى اسمها جملة لحنية وعشان الست ترتاح وتفكر في مقام تاني تقول بيه  نفس الكلام .. بعد  الاعادات الضرورية في ذلك الوقت .. عشان  مش كل واحد كان عنده جراموفون في بيته وعشان اللى فاتته كلمة يسمعها تاني ... 
 كل المقام هيتغير وطبقة الصوت تتغير تبعا ليه عشان تتقال الجملة دي :

 كان عهد جميل .. حاسد وعزول 
 كان عهد جميل .. حاسد وعزول
 كان عهد جميل .. حاسد وعزول 
 والبال مشغول .. البال مشغوووول


Tuesday, October 2, 2012

بيت صغير بكندا

بسم الله الرحمن الرحيم 

هذا ما أريده بالفعل .. اللهم بلغنى هذه الأمنية 


Saturday, September 29, 2012

انسان سابق

بسم الله الرحمن الرحيم 

انسان سابق .. بالظبط كدة .. ملقتش أغنية تصف حالتى ببساطة ..
 ولكن التاريخ لم يصبح ممسوحا بعد .. أحدهم يمنعه من المسح 




أنا الليل اللي قرر من القمر يهرب .. أنا النجم اللي عاش يسهر وأول ما ابتدى يظهر لقى وقت النهار قرب .. اه ااااه  لقى وقت النهار قرب 
 أنا الليل اللي قرر من القمر يهرب .. أنا النجم اللي عاش يسهر وأول ما ابتدى يظهر لقى وقت النهار قرب .. اه ااااه  لقى وقت النهار قرب 

انا ميت عفريت جوا العلبة.. انا ميت حدوتة وميت مجروح .. أنا ميت مليون واحد ماتوا..أنا كبت وضيقة وخنقة روح 

 أنا فرح خنيق وطريق بيضيق .. أنا ميت مليون باب مش مفتوح
 أنا صوت مكبوت وخناق وزعيق وصريخ وتاريخ أصبح ممسوح

أنا كل طريق بمشيه فاضي بتكعبل في بواقى الماضي .. جربت أقيس للفرحة قميص ولقيته عليا مهوش لايق 
أنا كل طريق بمشيه فاضي بتكعبل في بواقى الماضي .. جربت أقيس للفرحة قميص ولقيته عليا مهوش لايق 

اسمى في مشوارى مع الدنيا في الاخر كان  انسان سابق
اسمى في مشوارى مع الدنيا في الاخر كان  انسان سابق

أنا فرح خنيق وطريق بيضيق .. أنا ميت مليون باب مش مفتوح
 أنا صوت مكبوت وخناق وزعيق وصريخ وتاريخ أصبح ممسوح

ناس معادن

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الناس معادن فعلاً .. رائعة من كلاكيت باند .. شاهدوا ايضا انا سطرين وانسان سابق



من حقي أعرف يعني إيه الناس معادن..ناس بترخص ناس بتغلى .. كله بيبان في التعامل 
من حقي أعرف يعني إيه الناس معادن..ناس بترخص ناس بتغلى .. كله بيبان في التعامل  
ناس بتلمع بس جواها مصدى .. ناس بتستنى اللى تاخده لما تدي
ناس بتلمع بس جواها مصدى .. ناس بتستنى اللى تاخده لما تدي

ناس تجيلك لما تلقى الدنيا ضاقت .. ويشيلوك جوا في عنيهم 
ناس بترفع من مكانك .. ناس يمدولك اديهم 

ناس بتتمسكن وبتمثل قال ملايكة تخاف عليهم  
ناس بتتمسكن وبتمثل قال ملايكة تخاف عليهم  

مهما تديهم بينسوا .. لأ وقال الفضل ليهم
 

Thursday, September 27, 2012

النبـــطي

بسم الله الرحمن الرحيم

 قرأت الطبعة الرابعة من اصدارات هذه الرواية العظيمة وكالعادة  يتباهى يوسف زيدان بقدرته المعتادة على التبارز بمفردات اللغة العربية التى يعشقها .. بل ويحاول في كثير من الأحيان ان يشرك اهتمامه بمفردات اللغة مع القراء

تتكون الرواية من ثلاثة أقسام كبيرة منفصلة الأحداث متصلة السياق .. اختار ان يسميها  حيوات .. وتلك الحيوات خاصة براوية الرواية .. وهي مارية المصرية  .. أو لنقل ماوية الزوجة العربية  لسلومة .. ونعلم  بعد انتهاء الرواية لماذا اختار ان يسميها حيوات .. يوسف زيدان متمكن من اساليب الرواية جيدا ..ونادرا ما تشعر معه خلال القراءة بملل او استطراد غير مهم للأحداث .. الجنس في روايته ذو حجم مناسب ويخدم القصة ولا تشعر معه بالغرابة .. عندما يتحدث يوسف زيدان عن أحوال المراهقات تشعر معه وكأن كاتبة الرواية امرأة .. هذه الأوصاف تظهر قدرة الراوى حقا على التخيل والغوص في دهاليز الواقع .. لا يصدمك تعرض مارية للإغتصاب وهي صغيرة .. ولا يصدمك أن تعرف ما تقابله البنات في فترة البلوغ .. وأن البنات والأولاد لا يختلفوا كثيرا في الشعور .. ولكنهم يختلفون كثيرا في التعبير عن هذا الشعور .. يتضح ذلك من خلال علاقتها بصديقتها دميانة .. وكيف يتعلق البنات ببعضهن البعض وتتابع ايضا في الحيوة الأولى كيفية التجهيز للزواج في كل ثقافة ..

ينبهنا زيدان ان الواقع المصري لم يختلف كثيرا عن ذي قبل .. العادات المجتمعية نفسها .. اليوم المصري حينها هو يوم عادي جدا الان في اي قرية من  القرى المصرية التى لم تطلها يد التكنولوجيا بعد

تصدمنا الراوية  "مارية" في البداية أنها بنت في الثامنة عشرة من عمرها يتيمة الأب ولها أخ يصغرها ب ثلاثة أعوام هو بنيامين .. أمها فقيرة وتخدم في قصر الكاهن ..  حظها تعيس جدا لأنها عانس وتأخرت عن قريناتها في الزواج برغم جمالها الذى يشهد به أهل الكفر .. وتعانى أمها معها  وقد تأخر بها الحال وهى في مثل هذا السن الخطير .. يجول بنا زيدان رويدا رويدا في جغرافية مصر .. معه ستحب الجغرافيا وستزور الزقازيق وبنها وبعض الأماكن
كدير العسل وجبل إيل و سهل السكاكين و أيلة المشهورة التى كان يسكنها قوم لوط وستعرف ان علاقة الجغرافيا بالتاريخ وثيقة جدا .. سيجيبك زيدان عن معانى بعض المفردات العربية .. وستتفاجأ ان العرب كانو دائمي الزيارة لبر مصر بحكم التجارة وبهذا يخرس التناعرات المتزايدة .. بأن العرب دخلوا مصر غزاة .. بل كانوا منذ الأمد متركزين في قرى الجنوب وعلى وادى النيل وفي قرية قفط بالصعيد

المصريين كانو إما لا دينيين .. او مسيحيين ملكانيين .. او مسيحين يعاقبة .. والاخرون كانو اشد فقرا من الأوائل .. يستغلهم رجال الدين .. ويستغل الروم حكام مصر رجال الدين في السيطرة على الناس .. تلك الحلقة المفرغة في استغلا الدين في السياسة .. لن تنتهى أبدا  على مر العصور .. هكذا يخبرنا يوسف زيدان على كل حال .. لا يجيبنا عن الفرق بين الديانتين ولكنه يترك لنا بعض الخيوط التى ستساعدنا في البحث بأنفسنا عن الفرق بينهم

ستندهش عندما تعرف أن أحداث القصة كانت تحدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأن مارية راوية الرواية .. قد قابلت أثناء سفرها مارية القبطية زوجة الرسول واختها سيرين .. التى كان اسمها في الأصل شيرين وهو اسم فارسي يعني الصغيرة الحلوة ولكن لدغتها في الشين نطقتها سين فصارت سيرين ... وسيقابلوا في الحيوة الثانية اثناء الترحال حاطب بن ابى بلتعة الصحابي .. ولكنه لا يذكره بكثير جلال ..  فقط يذكره كإنسان يخطئ ويصيب .. ويذكر ايضا عمرو بن العاص قبل اسلامه .. ويذكر عادة العرب في الترحال وعن معرفتهم الفطرية بالسير والتكيف في الصحراء القافرة الحارقة القاسية ..وعن الاختلافات الطبيعية بين  حياة الترحال في الصحراء وحياة الإستقرار في الريف 


في الحيوة الثالثة يجيب زيدان عن العديد من التساؤلات التاريخية .. هذه لعبته بالأساس .. يسرد لك الصراعات السياسية التى كانت تحدث في تلك الفترة .. ويفصل بقليل من التحيز بين الدين الإسلامى والدولة الإسلامية ..في كلا الأحوال هوا يترك لك حرية التعليق على الأحداث وحرية البحث عن الحقيقة ... وفي ذروة الأحداث يبين لك ماهية النبطى .. وأراءه وفلسفته في الحياة والدين .. عموما فكرة ان كل الذكور يكمن  بداخلهم اناث والعكس فكرة تستهويني انا شخصيا .. ويخبرنا عن ديانة الذين كانوا يعبدوان اللات .. وستعرف ان اللات كانت الهة انثى .. انجبت ابنها إيل الاله وان كل انثى في الدنيا هي أم وكل ذكر في الدنيا هو ابن .. ويخبرنا عن طريقة تكون الكون في تلك العقيدة وكيف ان اتباع كل عقيدة مقتنعون تماما بما يعتنقون من دين ولن تغير نظرتك شيئا فيما يعتقدون حتى وان ظهر ان ما يعتقدون هو محض  سخف ..

زوج ماريا اسمه سلامة (سلومة) العرب كانوا يطلقون على الواحد العديد من الأسماء وكذلك المصريين .. سلامة هذا له العديد من الأخوة .. الهودي .. الذى يعتنق اليهودية ولكن اليهود يرفضونه فلا هوا أممي بلا دين ولا هو يهودي فأٌطلق عليه الهودي .. هو أخوه الأكبر ولكن من أم أخرى غير أم أخوته المعروفة باسم أم البنين .. وأم البنين هذه كانت تعبد اللات وماتت على كفرها بالله .. ولكنها كانت حكيمة تسير أمور القبيلة .. وفي هذا رد على من يتغنى بأن المرأة كانت مظلومة دائما  في تلك الفترة وفي القبائل العربية عموما .. 

يأتى صريع العواتك في الترتيب الثانى .. اسمه في الأصل مالك .. زير نساء منذ صغره .. واكتسب اسمه لأنه تعرض للمشاكل بسبب حبه  لثلث نساء كلهن اسمهن عاتكة .. هو يتزوج اثنتان واحدة من الشام هي أم اولاده .. وفي الشام تجارته ومصدر كسبه وعيشه .. زوجته الثانية هند زوجة عاقر تأتى من قبيلة جنوبية في نجران يطلقها اخر الأمر لأنها عاقر ولأنه عموما مولع بالنساء .. 

يأتى في الترتيب الثالث النبطى .. هو بطل الرواية .. كان اسمه قبل ان يتنبى يونس .. تحبه مارية .. ولكن ليس لها من الأمر شئ فهى لم تختر ابتداءاً زوجها العقيم .. ولم تختر حبها للنبطى الذى يدعى النبوة ولكنه لا يجتهد في نشرها .. يقرأ النبطي ايات من القران .. يجلها ويحترمها وتؤثر فيه .. ولكنه لا يُسلم .. ولا تنبئنا الرواية عن مصيره ..لا يسعنى هنا الحديث عنه لأنه بطل الرواية  ومحورها .. 
و يوجد ايضا عميرو إبن اخ زوجها  .. يعجب كثيرا بعمه النبطي وهوا نشيط يحب الترحال والسفر يتزوج في الخامسة عشرة من عمره وهذه السن الطبيعية للزواج وقتها .. هم بدو رحل يسكنون منطقة البتراء في
تتعرف أيضا مارية على أخوات زوجها صفا المتلفتة وليلى التى تزوجت مرتين .. وليلى هي التى ساعدت مارية في ليلة الدخلة .. وأن الأمور تتشابه كثيرا فقط الزمن هو الذى يتغير ولكن العادات والتقاليد صعبة التغيير .. تُسلم مارية بإسلام زوجها ويتتابع الوصف وتتوالى الأخبار ويتغير الزمان ويبقى المكان .. مارية لم تنجب أبناء في الرواية بسبب عقم سلومة الذي تزوج من قبلها عدة نساء و لم ينجب ، في الرواية توجد متعة الأسفار و متعة التاريخ و الألم و الأمل و الذكرى ، الحب و الغدر و الكثير جدا غير ذلك.

عموما أثرت في هذه الرواية كثيرا كما أثرت في كثير غيري

بقراءة هذه الرواية عرفت معنى الزقازيق  .. اغنية يا جميل اللمى وحلو التثنى ..  طبيعة الاناث الخفية المجهولة والغير مأمونة العواقب .. معنى  حادى العيس .. كيف دخل اليهود إلى مصر واستوطنوا فيها .. والكثير الكثير مما لا يمكن حصره

Wednesday, September 26, 2012

بالمظبوط

بسم الله الرحمن الرحيم 

تقول سندريلا الغناء الخاصة بي  : "الحب بالمظبوط وبالمطلوب "

Monday, September 24, 2012

أنا وفادى

بسم الله الرحمن الرحيم

21-9-2012
يوم الجمعة رحت وصلت أخويا ومراته لمحطة القطار .. ورجعت بعدها  لصافى  في الصيدلية ..كان معاه خالد .. قعدت شوية بعدها قلتلهم انا هروح أحلق واجيلكو .. رحت أحلق عند واحد مجهول  .. وكان مستعجل اوي عشان كان رايح يخطب :D  اثناء الحلاقة واحد صاحبه جاله عشان يحلق صاحبه عايز يحلق والحلاق عايز يخلع  .. الحلق  يقله انا هروح اخطب  .. يقله  تاني يابنى  .. مش فضيناها سيرة  بقى .. الحلاق  قاله  " وايه يعني .. اللى راح راح .. هنقعد احنا  بقى  نحط ادينا على خدنا .. ولا نشوف مصلحتنا  " .. رد صاحبه على رأيك كله في الضلمة شبه بعضه .. وضحكوا  .. وانا كنت حزين .. الحلاق قالى انت زعلان ليه .. قلتله معلش الشعر بيضايقنى بس .. قالى طيب انا هعملك تسريحة جديدة .. قعد الراجل يسرح يمين وشمال ويعمل سيشوار وبتاع .. قلتله مش السشوار بيضعف الشعر .. قالى ده لو استخدمته كل يوم .. كمان الحريم  غيرنا .. الحريم  بيبهدلوا الشعر بالكوى .. قعدت  اقول في نفسي  متقلبش المواجع يا عم  واقفل سيرة الكوفيرات دي بالله عليك.

.. خلص الحلاق .. قالى ها .. عجبتك .. قتله لا  رجعلى  شعري على ورا .. انصدم الراجل وقالى اهه .. وبشدة مشط واحدة رجع الراجل شعرى لمكانه تاني .. اديته الفلوس ومشيت .. 

رجعت تاني للصيدلية .. لقيت العيال ضاربين بوز وعين خالد محمرة .. ايه يا رجالة مالكو اتخانقتو ولا ايه .. محدش رد .. ايه يا جدعان في ايه .. محدش رد .. بعدها  خالد تطوع كعادته في  نشر الأخبار وقالى ان فادي مات دلوقتى على الطريق الدولى بتاع اسكندرية .. اندهشت وقلت لا اله الا الله .. كمل  خالد وقال  انو كان معاه مرات اخوه وحمى اخوه وحمات اخوه .. فضلت برضه مندهش .. قلتله  يا لاهوي  ده تلاقى امه متقطعة .. قالى امه واخوه في الامارات  وهوا قاعد هنا لوحده .. ومرات اخوه كانت نازلة اجازة اسبوع عشان تخلص ورق ليها .. .. قلت سبحان الله ربنا يرحمه .. قلتله  طيب وهنعمل ايه  .. يعني الناس دي نظامها ايه في الدفن والجنازة وكدة .. قالى  معرفش .. صافى قال انا هروح المستشفى .. قلتله  يابنى هتعمل ايه في المستشفى .. قالى معرفش بس حاسس انى لازم اروح .. سكت كدة شوية .. وقلت " عشان كدة كل شوية أمى وأخواتى يتصلوا عليا عشان يتأكدوا انى لسة عايش .. افرض في يوم اتخنقت من الغاز وانا بستحمى طيب لو اتزحلقت في الحمام وجالى ارتجاج .. طيب لو البيت ولع وانا نايم .. حد هيعرف حاجة .. طيب لو عرفوا هيعرفو منين وبعدها  بكام يوم .. قلتلهم : ابقوا اتصلوا عليا يا جدعان من وقت للتاني لحسن أموت ومحدش يعرف " خالد قالى بعد الشر  يا عم .. قلتله كل شئ وارد والموت بيجي في لحظة .. افتكرت  انى مصلتش العصر  لسة  فقلتلهم انا هروح البيت استحمى  واصلى العصر .. قالولى طيب  ابقى  انزلنا بالليل  بقى .. روحت استحميت وعملت كيس اندومي اللى مبحبهاش وكلت .. الوقت جرى وفجأة لقيت الساعة 8 ونص ولقت محسن بيتصل  بيا :
- ايه يا عم انت فين .. 
-انا  في البيت اهو وجاي
-طيب  لسة ممتش  يعني .. هاهاهاهاهاهاهاها
- لا يا عم لسة ربنا مأذنش .. ها ها ها
- طيب انجز بقى احنا على جالف 
-طيب جاي 

خدت العربية ونزلت عشان مكنتش كلت طول اليوم وكنت هجيب طلبات للبيت .. لأنى بقيت أطبخ بنفسى وبجيب طلبات وبتاع .. رحتلهم وقعدت كان  برضو الجو مكهرب .. شعراوى كان أكثرنا تأثراً فضلنا  قاعدين مبنتكلمش .. قلتلهم انا هروح اجيب اكل  حد عايز ..محدش كان عايز فرحت جبت اكل .. رجعت  تاني كان في واحد بيتصرف بطريقة غريبة  وبيتكلم كلام غريب .. عرفت  تاني يوم انه كان شارب خمرة .. وكنت مذهول .. اللى بيشربو  خمرة مبيبقوش متمطوحين زي ما بنشوف في الأفلام كدة .. 
قعدت كدة لحد الساعة 11 وسلمت عليهم ومشيت رحت جبت الحاجات اللى عايز اجيبها وروحت طلعت كتب الديزاين بتاعت الكلية  عشان بكرة عندى امتحان في كريستال عصفور .. بس مكنش عندى نفس الحرارة بتاعت الشغل اللى كانت بتبقى عندى دي .. هشتغل دلوقتى ليه ولمين !!

صحيت الصبح الساعة 7 ونص  وكويت القميص ولبست البدلة وخدت عربية اخويا  وسافرت .. الطريق كان زحمة وفيه كذا حادثة  وكذا  كمين .. فوصلت متأخر نص  ساعة .. طلعت فوق قابلت محمد عصام .. وهو بدوره قابلنى باللى هيعمل معايا الامتحان .. الراجل قاله ايه ده يا محمد انت مقلتلوش .. قاله على ايه .. يعني يجيب معاه لاب توب والكتب اللى هيمتحن بيها .. الامتحان أوبن بوك .. رد محمد لا والله انا مقلتلوش انا قلتله فيه امتحان وبس .. قالى طيب ميجراش حاجة نتصرف .. جابلى مسألة طويلة أوى اوي كان امتحان  بجد .. امتحان طلبة في الكلية .. قضيت ال 3 ساعات في حل أول مطلوب .. الراجل قالى خلاص الوقت خلص .. قعدت معاه  وقعد يسألنى في طريقة حلى للمسألة  ودي منين ودي منين .. قالى طيب  على العموم لسة لما نشوف اختبار ال drafting  جابلى رسمة عشان ارسمها على ال solid works  الحمد لله  خلصت  قبل الوقت  .. وفي الاخر  يقلى مش بطال .. مش  بطال ايه يابن ال .... دي رسمة  ناقصة  ابعاد .. لكن ما علينا .. قالى  خد امتحانك  وحله  في البيت وابعتهولى .. خدت اميله  ورقم تلفونه .. ومشيت  .. بعدها  قابلت القاضى  خدت منه الكتاب بتاع الديزاين  بتاعى .. واتغدينا وروحت .. كلمنى  صافى  قالى ان العزا الساعة 6 .. سألته ان كان حضر الدفنة  قالى اه .. وقالى بعدها  ياريتني  سمعت كلامك ومحضرتش .. بعدها كلمنى تاني وقالى العزا الساعة 7

الساعة 7 وربع كلمنى عمر وقالى انت لسة في البيت .. قلتله اه .. قالى طيب  احنا هنروح احنا بقى ..  صليت العشا  ورحت عند المطرانية بتاعة بنها .. اسمها الراعى الصالح وفيها مستشفى الراعى الصالح المشهورة .. رحت لقيت أمم  كتير اوي مسيحين .. وقفت مع العيال  برة  .. قالولى  الدنيا زحمة أوى  جوة .. سألتهم كل دول قرايب فادي .. قالولى لا ده في 3 جنازات جوة .. فضلت مستنى شوية  .. بس كنت عايز اسلم على أخوه .. دخلت  اسلم على ناس معرفهاش ولا يعرفونى .. بس الحزن ملوش  ديانة .. انا فعلا كنت متأثر .. مهما كان ده واحد سلمت عليه وضحكنا وهزرنا  واتناقشنا في دين وسياسة وجنس وكل حاجة بتشغلنا في عمرنا ده .. فجأة يموت في حادثة  مؤلمة .. فكرة موت الفجأة دي نبهت العيال اصحابي .. بس كلها يومين ويرجعوا تاني يعملوا اللى كانو بيعملوه .. بس  ربنا  غفور طول الوقت .. وانا جوة  قعدت اتأمل الكنيسة .. كانو معلقين  صور البابا شنودة في كل حتة ... وكانوا معلقين صورة للبابا شنودة والشيخ طنطاوى الله يرحمه ..لقيت  عيال كانو معايا في المدرسة والكلية .. مسيحيين  طبعا .. سلمت عليهم  سلام بارد ووقفت  شوية جنب  اصحابى اللى جم يعزوا .. شوية وجه راهب لبسه كله اسود من فوقه وتحته وشنبه مغطى على بقه بطريقة مقززة .. كان  تخين اوي وضخم الجثة .. وقعد يتكلم عن ان في الكتاب المقدس مذكورة كلمة لا تخف بعدد  366  مرة بعدد ايام السنة .. وصوته كان ضعيف ويصطنع المسكنة .. ساعتها  خرجت وقفت مع العيال  برة .. عمر فاجئنى لما قالى الحمد لله على نعمة الإسلام .. بصتله مندهشا .. عمر كان طول عمره منفض دماغه من المواضيع دي وكان دايما  بيقول كل واحد حر وبتاع ومفيش حد عنده الحقيقة المطلقة .. لقيته بيقلى ان الناس دي بتستهبل  وبيحورو على فكرة .. والريحة في الدفنة كانت  تخنق معرفش ليه بيستخدموا بخور وحش كدة .. والعظات  بتاعتهم فستك  خالص .. ده عيل في ابتدائي  يقول احسن منها .. قلتله كل واحد حر  .. ما هما كمان بيقولوا كدة على القرءان بتاعنا .. وزي ما انت بتستهون هما بيستهونوا .. احنا عارفين انهم عارفين الصح .. وهما عارفين الصح ومش بيروحوا ليه .. عشان مش عايزين  يضحوا بالوسط الاجتماعى اللى هما فيه .. يعني تخيل انك فجأة تعيش منبوذ من كل قرايبك ويا سلام لو في مصالح مادية مع الوسط ده وده غالبا  يعني .. عمرك ما هتعرف تخرج من الدايرة دي .. هتبقى  عارف جوة قلبك انك مش صح .. بس مش هتعمل حاجة .. او يعني التضحية تمنها  غالى .. فالحمد لله على نعمة الإسلام .. وكفى بها نعمة .. بس على الله  نصون النعمة .. 
جالى 3 اتصالات : واحد من امى .. وواحد من صاحبي اللى في كريستال وواحد تاني .. بعدها  رجعت لشعرواى قالنا انه هيخش جوة يقعد مع العيال .. ساعتها محسن  خدنى  ورحنا قعدنا تاني عند الصافى في الصيدلية .. وانا  سلمت عليهم ومشيت .. واكتشفت انى كنت مدى الالة الحاسبة لإسلام .. فمحلتش المسألة .. وكنت مضايق اوي .. من حاجات كتير .. كملت قراية في رواية النبطى .. اللى هتكلم عليها  باستفاضة  بعدين 




لو  كنت ان عارف إن دي المره الاخيره... ميه ميه...كات حتفرق ف الوداع ...
لو بس كنت ساعتها عارف.. إن دي المره الاخيره... ميه ميه كات حتفرق ف الوداع ..
كنت يومها أكيد حبيّت... عند جدي ف شقته... نلعب ورق.... نسهر سوا.... ومش حسيبه عشان ينام ليلتها من بعد الدوا... أو يرد الشيش عشان ضهره بيتعب م الهوا.. واقوله يعني بذمتك.. اخر نفس ساقع اخدته ف صحتك.. بقي مايساويش حبة وجع ؟ بطل دلع . .جدي اللي مات دفيان ليلتها بـاللحاف ...  لو كان عرف.... إن اللية دي وداع لانفاس الهوا.... مكنش رد الشيش ف اخر ليله له مكنش خاف .. مكنش خاف
كل الشوارع والمباني...  اللي مش حدخلها تاني .. والاغاني.. اللي لما سمعتها...دندنتها... من مره واحده بالسماع ...
ميه ميه...كات حتفرق ف الوداع .. يا كل حاجه كسبتها .. أو سبتها .. و ملحقتش اشبع منّها .. اكمنّها.. قالت "حنروح من بعض فين؟ "
يا ناس يا عبط يا عشمانين... ف فرصه تانيه للقا...بطلوا اوهام بقي .. وكفايه أحلام واسمعوا.. عيشوا بذمه و ودعوا...
كل حاجة بتعملوها..
وكل حد بتشوفوه..
وكل كلمه بتقولوها..
وكل لحن بتسمعوه..
عيشوا المشاهد... كل مشهد..
زي مايكون الأخير ..
واشبعوا ساعة الوداع ..
واحضنوا الحاجه بـضمير.. دا اللي فاضل مش كتير ..اللي فاضل مش كتير ...