Sunday, August 5, 2012

ابتلاء الخاصة .. والعامة

بسم الله الرحمن الرحيم 

الابتلاء يعني الإختبار ... وفي الأحاديث أشد بلاءاً الأنبياء .. ثم يبتلى المرء على قدر ايمانه .. حتى  يمشى على الأرض وليس عليه خطيئة . 

  طريقٌ الإبتلاء بدأ به  آدم وابتلى بحواء وصبر وغفر ولم يعترض ادم ولم يجزع
، وقاسى  من أجله نوح وابتلى في زوجته حتى ذمها الله ذما شديدا وصارت مثلا للمرأة السيئة بل اسوأ نساء العالمين .. لأنها لم تتحمل معاناة زوجها نوح وكانت تسخر منه كما كان يسخر منه الكافرون ولم يعترض نوح ولم يجزع بل قال ما يرضى ربه.
 ورُمي في النار الخليل إبراهيم وابتلى بمعاداة أبيه له وهو يحبه  وابتلى في زوجته سارة وايضا في زوجته هاجر وترك ابنه الرضيع اسماعيل وزوجته الحبيبة في وسط صحراء لا زرع فيها ولا ماء واستجاب لأمر ربه في ذبح ولده  ولم يكن من أمره شئ بل صبر عند الابتلاء ولم يجزع.
 
 وأُضْجع للذبح إسماعيل ولم يهرب من أبيه ويتنكر له .. لم يرد عنه مثلا انه اتهم اباه بالجنون .. قال افعل ما تؤمر
 وبيع يوسف بثمن بخس وابتلى في جماله ولم يكن يملك منعه وابتلى في حب ابيه له ولم يكن ذلك بيده  ولبث في السجن بضع سنين ظلما  وابتلى بامرأة العزيز وكان ممتنعا عن الحرام. 
وابتلى يعقوب في فقد ابنه ولم يكن له يد في مكر اخوة يوسف به ... وابيضت عيناه من الحزن وكثرة البكاء على فقد يوسف ولم يكن له يد في ذلك .

ابتلى موسى من لحظة ولادته  وفر من قومه هربا وكان ذلك ابتلاءاً شديدا ولكن الله عوضه  بزوجة صالحة رأت فيه أنه قوي أمين  وذكرها  الله مرة ثانيه في اشارة لصبرها على موسى  حيث انتظرته في ليلة مظلمة  شديدة البرد ليذهب ويأتى بالنار للإضاءة والتدفئة.

 ونُشر بالمنشار زكريا الى نصفين وكان صبره أشد الصبر.
ابتليت العذراء مريم في شرفها  وعانت الام الحمل والوضع وحدها دون ممرضة او ام تسهر على رعايتها وصبرت واحتسبت  ولم ينكر الله قولها "ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " 
ابتلى يونس في قومه فالتقمه الحوت وعاش في بطن الحوت بضع سنين وصبر يونس واحتسب واستغفر ربه وداوم على تسبيحه  حتى تاب الله عليه .
 وذُبح السيد الحصور (الذى كان يمتنع عن النساء مع القدرة على اتيانهن) يحيى عليه السلام ابتلاءاً في دينه .

وقاسى الضرَّ والمرض والعذاب أيوب عليه السلام وابتلى  في امرأته أيضا حتى ان الله اصلح بينهما عندما أمره ان يضربها بالضغث وهو من باب التلطف والرحمة في العقوبة   ... 
ابتلى عيسى في خلقه وولادته ابتداءاً وابتلى في موته انتهاء فكانت رحلة حياته القصيرة تجربة ابتلاء لا تنتهى ... ولم يرد الله له ان يتزوج 

ابتلى محمد صلى الله عليه وسلم في حبيبته خديجة ولم ينسها يوما من الأيام ... ابتلى بفقده ولده وبكى وقال ما يرضى ربه ... ابتلى الرسول في حادثة الإفك في حبيبته عائشة ... ابتلى الرسول في زواج زينب وذلك لتنفيذ أمر الهى اختصه الله به 
ابتلى في أهله وعشيرته عندما لم يصدقوه .. ابتلى في غزوة أحد بانهزام المسلمين وكانوا على حق وأهل دعوة لله وخيرة الخلق بعد الرسل ... ابتلى الرسول في منافقين ويهود كانو يجاورونه في المدينة وكانوا يتربصون له رغم احسانه اليهم 

الشاهد من الأمر ان ابتلاء أحدهم في فقد أبيه أو زوجته أو حبيبته ما هي الا ابتلاءات قد لطف الله به عليه .. وانها لا تبارى ابتلاءات الأنبياء شيئا ... وأن الابتلاء لا يحدث للعاصي وحسب وليس في العادة تكفيرا للذنوب  والجامع بين كل الإبتلاءات أن اصحاب هذه الابتلاءات لم يكن لهم يد فيما ابتلوا فيه فلم يملك حبيب الله  من الأمر شئ عندما فارقته حبيبته خديجة  .. ولنا في ابتلاءات الأنبياء اسوة وسلوة وفرجا للأحزان والهموم فيارب اقدر لنا الخير حيث كان ثم رضنا به الله انا نسألك استحضار الجَلَدِ وحُسن الصبر  وعدم الجزع وألهمنا أن نقول ما يرضيك عنا عند الابتلاء ... ونحمدك أن لطفت بنا ... اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ... الله قدر لنا ما تشاء وتصرف فينا كيفما تشاء فنحن عبيدك بنو عبيدك وإمائك نواصينا بيدك .. ماضِ فينا حكمك .. ويقينا نعلم أنه عدلٌ فينا قضاءُك ... اللهم اذهب الهم والغم واجعل عدو الهم فرجا من عندك .. فالفرج من جندك المطيع الذى تسلطه على الهموم والحرج ... وسلط جيش يسرك على ما قدرت لنا من عسرك .. فسبحانك اللهم ان جعلت جيشك ضعف عدوه "فلن يغلب عسر يسرين "

No comments: